حكم ولاية المسلمين لغير المسلمين
جوابا على سؤال السائل في 14/12/2011
هناك قسط وهو واجب على المسلمين لغيرهم حتى لعدوهم ، وهناك بر وهو جائز من المسلمين لعدوهم ، وجائز بل ومستحب من المسلمين للمسالمين لهم من غيرهم ، وهناك محبة ومودة ورحمة وهي جائزة بل ومستحبة من المسلمين للمسالمين لهم من غيرهم ، وهناك ولاء مخصوص أوجب القرآن على المسلمين أن يخصوا به من على ملتهم دون غيرهم ، وهناك ولاء مخصوص آخر أجاز القرآن للمسلمين أن يؤدوه لغيرهم ، وبيان كل ذلك كما يلي :
ولاء زيد لعمرو أو عمرو لزيد معناه أن يلي أحدهما أو كل منهما بعض شأن الآخر أو كلَّه ، أي أن يتولى معالجته ، بقلبه رغبة أو بلسانه نصحا أو بأفعاله أداء ، أو بقلبه ولسانه وأفعاله معا ، سواء كانت الولاية رعاية من سيد أو خدمة من عبد .
والشأن قسمان ديني ودنيوي ، فيكون الولاء قسمين ولاء دينيا وولاء دنيويا .
ومن الولاء الديني أن يكلف المسلمون الأنبا شنودة بمشيخة الأزهر ، أو أن يكلف النصارى الشيخ أحمد الطيب برئاسة الكنيسة ، وهذا ومثله هو ما حرمه القرآن حين قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ [04/النساء144]) وحين قال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [05/المائدة51]) والمقصودون بالظالمين هنا هم المسلمون الذين يولون غير المسلمين شئون دين المسلمين أو شئون ما يتعلق بدين المسلمين ، وليس المقصود به اليهود ولا النصارى ؛ لأن السياق سياق بيان لمناط الولاية ، لا سياق بيان لحكم في اليهود والنصارى أعادلون هم أم ظالمون .
ومن الولاء الدنيوي ما فعله النبي محمد صلعم حين ولَّى المشرك عبد الله بن أريقط شأن دلالته على طريق هجرته من مكة إلى المدينة ، وحين عقد مع يهود المدينة عهدا أن يكون المسلمون واليهود يدا واحدة أي جيشا واحدا ضد من يريد المدينة بسوء ، وحين استعمل غلمة غير مسلمين في خدمته .
فالجيش المصري شأن دنيوي وطني يتعاون فيه المواطنون جميعا مسلمين وغير مسلمين حتى وإن كانوا مشركين .
ولكن من باب الكياسة في السياسة إذا اعتدت علينا الدولة الصهيونية أن نعفي إخوتنا المواطنين اليهود المسالمين وأن نعفي أنفسنا ، من إحراجهم وإحراج أنفسنا ، فلا نقحمهم معنا في مقاتلة من هم على ملتهم ، مراعاة منا لمشاعرهم هم نحو ملتهم ، ومراعاة منهم لمشاعرنا نحن التي تستوجب أخذ الحيطة من ضعاف نفوس ربما يؤثرون على مواطنيهم المسالمين هؤلاء الغرباء المعتدين الذين على ملتهم ، وعلى هذا المثال يقاس ما في معناه .
فالمعنى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ ولا الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى لا تتخذوهم بصفتكم مؤمنين أَوْلِيَاء ؛ ولكن بصفتكم مواطنين أو بشر ، لا بصفتكم الإيمانية ؛ ولكن بصفتكم الوطنية أو الإنسانية كما يفعل النبي صلعم ، فهو بصفته الإسلامية لا يتولى إلا المسلمين ، وبصفته الوطنية قد تولى اليهود لحماية الوطن المشترك ، وبصفته الإنسانية قد تولى المشرك عبد الله بن أريقط لدلالته وغلمة غير مسلمين لخدمته ، صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا .
جوابا على سؤال السائل في 14/12/2011
هناك قسط وهو واجب على المسلمين لغيرهم حتى لعدوهم ، وهناك بر وهو جائز من المسلمين لعدوهم ، وجائز بل ومستحب من المسلمين للمسالمين لهم من غيرهم ، وهناك محبة ومودة ورحمة وهي جائزة بل ومستحبة من المسلمين للمسالمين لهم من غيرهم ، وهناك ولاء مخصوص أوجب القرآن على المسلمين أن يخصوا به من على ملتهم دون غيرهم ، وهناك ولاء مخصوص آخر أجاز القرآن للمسلمين أن يؤدوه لغيرهم ، وبيان كل ذلك كما يلي :
ولاء زيد لعمرو أو عمرو لزيد معناه أن يلي أحدهما أو كل منهما بعض شأن الآخر أو كلَّه ، أي أن يتولى معالجته ، بقلبه رغبة أو بلسانه نصحا أو بأفعاله أداء ، أو بقلبه ولسانه وأفعاله معا ، سواء كانت الولاية رعاية من سيد أو خدمة من عبد .
والشأن قسمان ديني ودنيوي ، فيكون الولاء قسمين ولاء دينيا وولاء دنيويا .
ومن الولاء الديني أن يكلف المسلمون الأنبا شنودة بمشيخة الأزهر ، أو أن يكلف النصارى الشيخ أحمد الطيب برئاسة الكنيسة ، وهذا ومثله هو ما حرمه القرآن حين قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ [04/النساء144]) وحين قال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [05/المائدة51]) والمقصودون بالظالمين هنا هم المسلمون الذين يولون غير المسلمين شئون دين المسلمين أو شئون ما يتعلق بدين المسلمين ، وليس المقصود به اليهود ولا النصارى ؛ لأن السياق سياق بيان لمناط الولاية ، لا سياق بيان لحكم في اليهود والنصارى أعادلون هم أم ظالمون .
ومن الولاء الدنيوي ما فعله النبي محمد صلعم حين ولَّى المشرك عبد الله بن أريقط شأن دلالته على طريق هجرته من مكة إلى المدينة ، وحين عقد مع يهود المدينة عهدا أن يكون المسلمون واليهود يدا واحدة أي جيشا واحدا ضد من يريد المدينة بسوء ، وحين استعمل غلمة غير مسلمين في خدمته .
فالجيش المصري شأن دنيوي وطني يتعاون فيه المواطنون جميعا مسلمين وغير مسلمين حتى وإن كانوا مشركين .
ولكن من باب الكياسة في السياسة إذا اعتدت علينا الدولة الصهيونية أن نعفي إخوتنا المواطنين اليهود المسالمين وأن نعفي أنفسنا ، من إحراجهم وإحراج أنفسنا ، فلا نقحمهم معنا في مقاتلة من هم على ملتهم ، مراعاة منا لمشاعرهم هم نحو ملتهم ، ومراعاة منهم لمشاعرنا نحن التي تستوجب أخذ الحيطة من ضعاف نفوس ربما يؤثرون على مواطنيهم المسالمين هؤلاء الغرباء المعتدين الذين على ملتهم ، وعلى هذا المثال يقاس ما في معناه .
فالمعنى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ ولا الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى لا تتخذوهم بصفتكم مؤمنين أَوْلِيَاء ؛ ولكن بصفتكم مواطنين أو بشر ، لا بصفتكم الإيمانية ؛ ولكن بصفتكم الوطنية أو الإنسانية كما يفعل النبي صلعم ، فهو بصفته الإسلامية لا يتولى إلا المسلمين ، وبصفته الوطنية قد تولى اليهود لحماية الوطن المشترك ، وبصفته الإنسانية قد تولى المشرك عبد الله بن أريقط لدلالته وغلمة غير مسلمين لخدمته ، صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا .