منتدى متولي إبراهيم صالح

مرحبا بكم في البحث عن الحقيقة مع منتدى متولي إبراهيم صالح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى متولي إبراهيم صالح

مرحبا بكم في البحث عن الحقيقة مع منتدى متولي إبراهيم صالح

منتدى متولي إبراهيم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى متولي إبراهيم صالح

بحوث في الدين والسياسة


    الثورة المصرية في الميزان . . صرخة لثائر أزهري

    متولي إبراهيم
    متولي إبراهيم
    رئيس الصفحة
    رئيس الصفحة


    المساهمات : 108
    تاريخ التسجيل : 05/10/2011

    الثورة المصرية في الميزان . . صرخة لثائر أزهري Empty الثورة المصرية في الميزان . . صرخة لثائر أزهري

    مُساهمة من طرف متولي إبراهيم الأحد يناير 13, 2013 6:30 pm

    الثورة المصرية في الميزان . . صرخة لثائر أزهري
    أ ـ الثورة فتنة والثائر بين العذر والوزر
    1 ـ لا يمكن تغيير المنكر بالثورة دون التعرض لمخاطر منكرات أعظم ، ومعالجة المنكر بمنكر أكبر منه جريمة ولا أتحدث عن مطلق الثورة وإنما عن ثورة هي استسلام لغضب مقرون بخطر مجهول العواقب دون اكتراث بهذه العواقب كمن تلقى لطمة من حامل سيف فرد عليه بلطمة مثلها غير مكترث بخطر تعرضه للسيف ، فرده اللطمة بمثلها حق ولكنه تهور لتعريضه نفسه لفتنة أكبر هي السيف ، ومع ذلك فهو متهور معذور قد عذره القرآن ، فقال : ( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ [42/الشورى41]) لكنه لم يحمده بل جعل غيره خيرا منه ، فقال : ( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [42/الشورى43]) .
    2 ـ هذا إن كان نطاق الخطر محصورا فيه لا يتعداه إلى غيره ، أما إن كان محسوبا على آخرين أو ساعيا بذمتهم دون إذنهم وقد يسبب تهوره تعدي الخطر إليهم فليس هو حالئذ بمعذور بل هو مجرم موزور ؛ لأنه يدخل في الفتنة من لا يحق له إدخالهم فيها دون رضاهم ، ولا يمكن أن يعذر إلا إذا فقد وعيه فحينئذ فقط تنتفي مسئوليته عن جريمته .
    3 ـ الثورة إذن فتنة عظيمة وشر مستطير ، وكيف لا تكون كذلك ومعناها ومغزاها وحقيقتها وجوهرها غضب وتهور أو فقدان وعي ؟ وإذا تهورنا أو فقدنا وعينا واستسلمنا لغضبنا عرضنا مجتمعاتنا لمخاطر فوضى واقتتال لا يعلم إلا الله إلام تنتهي أمواجها وعلام ترسو سفنها ؟ أإلى رفع الظلم أم إلى تكريسه وإسالة الدم ؟ والثوار لا يضمنون ردود أفعال الآخرين عليهم ، فمن ذا الذي كان يضمن ما آلت إليه الثورة في تونس ؟! أو كان يضمن أن تنهار فجأة قبضة نظام مبارك في مصر وأن ينحاز الجيش فجأة إلى الثوار سريعا قبل تفاقم الفتنة ؟! من كان يضمن ألا يكون مصير ثوار تونس أو مصر كمصير ثوار سوريا عجل الله نصرهم ، أو ليبيا أو اليمن رحم الله شهداءهم ، أو حتى البحرين هداهم الله إلى ما هو أهدى وأرشد لهم ولوطنهم ؟! ومن ذا الذي سيضمن ما سيعقب هذه الثورات من مآلات دهماء وآثار عمياء وليس للفوضى آليات استشراف هادية ولا آيات قياس بادية ؟! . ويزداد إثم الجريمة أضعافا مضاعفة إذا تعجلنا الثورة والخروج قبل أن ينفد صبرنا ونيأس من إمكان الإصلاح بالسياسة ، وهنا يكمن الفرق بين الثورة المعذورة على مبارك الذي سد كل سبل الإصلاح والثورة الموزورة على مرسي الذي لا ينفك يدعو إلى الحوار وسماع القول واتباع أحسنه ويرجع عن الخطإ كلما تبين له ونصح بشأنه .
    4 ـ ولكن الخدعة الهائلة في الأمر أن الثوار في مصر ينظرون إلى ما تحقق بالثورة ويتوهمون أنه ناشئ عنها ولو سألوا أنفسهم لماذا لم تحقق ثورة عرابي أمس أو حتى ثورة سوريا اليوم ما حققته ثورة مصر إن كان الفضل للثورة وكانت هي السبب ؟ لو سألوا أنفسهم لاكتشفوا أنهم يعيشون في وهم كبير ويمجدون أكذوبة هائلة كما سيتبين فيما يلي .
    ب ـ تمجيد الثورة فتنة يدفع الإسلاميون ثمن التورط فيها
    أعني بتمجيد الثورة شرعنتها بإضفاء المشروعية عليها واستحسانها وسيلة للتغيير ، وهو جرم أخلاقي أعظم وأطم وأشنع وأعم لأنه تدمير لمعايير الأخلاق وثقافة المسئولية وإعلاء لقيم الغابة وثقافة الفوضى ، فأي ذنب أعظم من جعل الغضب شريعة والتهور مكرمة ، وأي فرق بين هذا الجرم وبين جعل الخير شرا والشر خيرا والشيطان إلها والإله شيطانا والإيمان كفرا والكفر إيمانا ، وأي فرق بين الثورة والفوضى وبالتالي أي فرق بين شريعة الثورة وشريعة الفوضى ؟
    إن من مجدوا الثورة خاطئون موزورون مزورون بناة ضلالات وهدام حضارات أزلهم الشيطان عن سبيل الرشد فلم يتخذوه سبيلا واستزلهم إلى سبيل الغي وزينه لهم فاتخذوه سبيلا ، بئس مثل القوم هم ، ولأن فيهم دعاة إلى الإسلام وساسة مرجعياتهم إسلامية ، فأنا أعنى بهم وبنصحهم وبلومهم وبفضحهم قبل غيرهم بل ودون غيرهم ؛ وما ذلك إلا لأن غيرهم دعاة دنيا بينما هم أصحاب رسالة أخلاقية تلزمهم بما لا تلزم به دعاةَ الدنيا دنياهم ، ولأن السكوت عنهم سكوت عن تبرئة الإسلام نفسه ، وبحكم كوني معدودا في الإسلاميين سأتحدث بضمير جمع المتكلمين بدلا من الغائبين مواساة لعلها تلطف من هول نصيحة مرة لا خير في إن لم أقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها ، فأقول : تمجيد الثورة فتنة شاركنا في تأجيج نارها وأوارها فلطخنا عارها وشنارها كما يلي :
    1 ـ من أين لنا من كتاب الله أو سنة رسول الله أن الثورة حلال مطلق وعمل محمود وجهد مشكور ؟ ومن أين لنا أن كل مواطن الثورة سواءٌ ، مواقع الجمل وشارع محمد محمود ووزارة الدفاع ؟
    2 ـ نحن معذورون في مشاركة الثوار في الثورة ولكننا مجرمون في مشاركتهم في تمجيدها وجعلها شريعة ؛ لأننا نعلم من ديننا أن حقيقتها ومعناها تهور واستسلام لغضب قد يسبب جرائم ولا يمجد مؤمن مجرما ولا عاقل متهورا لغضبه مستسلما
    3 ـ لقد خلب لبنا شرف زائف بدا لنا أكاليل غار على هامات ثوار ، فكرهنا أن يفوتنا هذا الشرف المزيف فتقمصنا الثورية وزايدنا على الثوار ، حتى سكت بعضنا وبارك بعضنا أخانا أبا الأشبال داعية الإسلام السلفي وهو يحرض من خلال قناة الحكمة السلفية علنا على احتلال وزارة الدفاع واعتقال أعضاء المجلس العسكري قادة جيشنا الوطني رمز عزنا الذي نرهب به عدو الله وعدونا وآخر عمود بعد سقوط سائر المؤسسات لا تزال قائمة عليه خيمة مصرنا ، وسكت بعضنا وبارك بعضنا أخانا حازما أبا إسماعيل وهو يوجه من خلال قناة المحور أمره إلى المشير وإلى قادة الجيش أن يفروا بأقرب طائرة ويهددهم إن توانوا عن الفرار ، ويستأذن مضيفه مستعجلا ليدرك شرف الجهاد في سبيل الله بين جنوده في ميدان التحرير ويؤجج أحداث شارع محمد محمود المشتعلة أصلا على أشدها ؛ لتسيل دماء وتزهق أرواح لا شك أنه سيسأل عنها يوم القيامة ، ولم أستطع يومها سوى رفع يديَّ نحو السماء تحت منصته قائلا : اللهم إني أبرأ إليك مما يفعل هذا ، فاحتضنني رجل قائلا : أريد أن أخطفك وأضعك في قلبي لأنه لم ير في الملتحين المتواجدين من أظهر معارضته لأفعال حازم أبي إسماعيل ، وسكت بعضنا وبارك بعضنا مراوغاته القانونية بحيل شكلية غير موضوعية في قضية مصداقيته قضية جنسية والدته ، وسكت بعضنا وبارك بعضنا عدوانه وهو رجل القانون على سلطة الدولة وهو ينتزع منها بالقوة الجبرية تحت طائلة التهديد في وجود أنصاره بطاقة شخصية معها لأحد أتباعه ، ويصف وزير داخلية محمد مرسي الرئيس الإسلامي المنتخب ورجاله بأنهم حثالة كلاب متواطئون خونة يستحقون الجلد ، ويتوعدهم مقسما بالله أنه سيربيهم ، ويسبهم أحد أنصاره بحضرته على مسمعه قائلا : ( يا اولاد المت . . ) وبقية الكلمة خادشة للحياء قاذفة لمواضع العفاف من أمهاتهم ، وسكت بعضنا وبارك بعضنا بذاءات أخوينا عبد الله بدر ووجدي غنيم المسيئة إلى الإسلام الصادة عن سبيل الله .
    4 ـ وشهادة لله وللحقيقة وللوطن وللتاريخ عن شجعان اليوم الأشاوس ، قد اعتقلني مبارك فأضربت عن الطعام فاستعانت زوجتي بمحمد إحسان عبد القدوس فأحالها على حازم صلاح أبي إسماعيل فأدخلها نقابة المحامين العامة حيث أعلنت اعتصامها الطويل الشهير ، فأرادوا طردها فأبت فسألوها من أذن لك بالدخول ؟ فقالت حازم أبو إسماعيل ، فهاتفها حازم وأنبها على ذكرها اسمه ووبخها على جلبها المشاكل إليه بذكر اسمه ، ثم اختفى من الصورة تماما وذاب ذوبان جليد أشرقت عليه الشمس طوال خمسة أشهر أمضاها أولادي وزوجتي معتصمين بالنقابة ! . أما عبد الله بدر فلم أعرفه ولا لقيته إلا قبل ثلاث عشرة سنة داخل مباحث أمن الدولة فرع جابر بن حيان بالجيزة ، التي استضافته ليساعدها في مناقشتي ويعينها في كشف أفكاري وخفايا ثقافتي ، في تحقيقات أمنية لها معي تحولت إلى مناظرة بيننا امتدت ثلاث ليال من العاشرة مساء حتى قرابة فجر كل ليلة ، حيث فوجئت به يبدأني بقوله : (يا بني أنت جاهل ومهمتي تعليمك وإلى هذا دعيت) بينما فوجئت به يتودد ويتزلف إلى ضباط مباحث أمن الدولة إلى حد قوله للمقدم محمود حسني إنني أحدث زوجتي عنك ، فلما بدأني هذه البداية وجدتني اشترط للمناظرة التزام كل منا بالعربية الفصحى ، فكان تحديا له حاول التزامه ، فلما فشل سألني الضابط عن سبب إصراري على هذا الشرط ، فقلت أصررت لكي أكشف حقيقة قوله لي أمامكم (أنت جاهل ومهمتي تعليمك) من خلال إظهار فشله في الفصحى وفي الحوار ودلالة هذا الفشل .
    5 ـ لقد مجدنا الثورة حتى جعلناها شريعة تلهم كل هوس وتحمي كل جرم من أي نقد أو عيب بمجرد وصفه بأنه ثوري فأشعل الثوار وفيهم حازم أبو إسماعيل قائدا فتنة شارع محمد محمود بشرعية الثورة ، وكنت أحد شهود العيان أنصح الشرطة فيستجيبون بينما أنصح الثوار فيعتدون ، واعتدوا على وزارة الداخلية وحاولوا إعادة إسقاطها بشرعية الثورة ، حتى اضطروا الضباط والجنود إلى حبس أنفسهم داخل أسوار الوزارة بشرعية الثورة ، ورأينا الثوار وفيهم حسناء على اليوتيوب تنظر من أسفل بوابة الوزارة إلى الضباط والجنود محبوسين أذلة صاغرين وتسبهم أقبح السب وأشنعه وتعيرهم بألفاظ جنسية يعف اللسان عن وصفها والآذان عن سماعها وكل ذلك بشرعية الثورة ، واحتلوا شارع مجلس الوزراء ومنعوا الجنزوري وحكومته من دخول مجلس الوزراء بشرعية الثورة ، وكنت شاهد عيان لحظة إشعالهم شرارة فتنة عَبّودِيِّهم فلما نصحتهم سخر بعض وهم بي آخرون لولا أن أخرجني عقلاء وأبعدوني عنهم على عجل ، ثم عيرونا لما امتنعنا عن مشاركتهم في هذه الجرائم واتهمونا بخيانتهم بشرعية الثورة ، فلم نجد ما ندفع به عن أنفسنا لأننا مجدنا الثورة وجعلناها شريعة ، حتى ثار الثوار على رئيسنا المنتخب منا ، ودعوا إلى خلعه وتنصيب مجلس رئاسي بديل عنه معين منهم غير منتخب ، وأحاطوا القصر الرئاسي وشرع بعضهم في تسلق حواجزه ، ولسان حالهم يقول لنا : أيها الإسلاميون نحن إنما نفعل بمرسيكم اليوم ما مجدتموه معنا وجعلتموه شرعا حين فعلناه معا بمبارك أمس ، فأي حجة لكم علينا ؟
    6 ـ لقد مجدنا الثورة فصدرنا إلى رجال الجيش والشرطة رسائل مفادها ، أن الثورة على نظام مرسي شأنها شأن الثورة على نظام مبارك فليست إذن جريمة ، وأن التعامل معها أمنيا شأنه شأن تعامل نظام مبارك مع الثوار فهو إذن جريمة سينالهم جراءها ما نال مباركا ونظامه ، فكانت النتيجة أن خذلناهم فانخذلوا فظلوا يتقهقرون في كل مرة يخترق فيها الثوار حاجزا أمنيا أو جدارا حجريا ، حتى انخنسوا في أحداث الاتحادية إلى داخل جدران القصر الرئاسي رمز هيبة الدولة .
    7 ـ لقد مجدنا الثورة حتى جعلناها شريعة تلهم وتحمي كل مجرم يعتدي علينا ويحرق ممتلكاتنا ومقرات أحزابنا وجعلناها شريعة تلهم وتحمي كل إعلامي يسبنا ويسب رئيسنا ورموزنا ليل نهار على مدار الساعة على طريقة من يسب السارق الزاني ولكن بدلا من أن يصرح فيقول يا سارق يا زان يعرض فيقول أنا لست سارقا أنا لست زانيا والأذكياء تكفيهم الإشارة ، ومن أجل ذلك نشكوهم إلى رجال القضاء فيحصلون على البراءات في كل مرة ، بل وقد يطلقون سراحهم من سراي النيابة دون عرضهم على المصابين ، مخافة أن تتفاقم الفتنة فتطالهم أيدي الثوار فيقولوا فيهم : اشنقوا آخر قاض بأمعاء آخر وكيل نيابة بشرعية الثورة .
    8 ـ لقد مجدنا الثورة حتى لم يعد في عداد الجرائم تلك الدعوات السافرة بالخروج يوم 25 يناير القادم من أدعياء سياسيين لإسقاط الرئيس المنتخب والدستور المنتخب ، ومن ثوار أناركيين لإسقاط الدولة نفسها .
    9 ـ لقد لبس الشيطان علينا حقا بباطل ، فتوهمنا أن عوننا لجيشنا بجماعاتنا المنظمة في حفظ الأمن وقت الضرورة لحماية شعبنا من المجرمين بعد سقوط جهاز الشرطة توهمنا ذلك تمكينا لطنطاوي وخيانة للثورة ، فخذلنا جيشنا وتركناه عريانا من أي تأييد شعبي يؤازره ويحميه من المساءلة إذا ضرب بيده الحديدية على أيدي بلطجية لا يألون جهدا في هدم الدولة ويدعون الثورية ، فآثرنا انفلات الأمن وانتشار الفوضى على أكذوبة سيطرة العسكر متوهمين طمع المشير وإخوانه في الحكم ، حتى أثبتت الأيام أننا كنا ظالمين لهم مفترين عليهم ، ويلزمنا توسل عفوهم والاعتذار إليهم .
    10 ـ أما أنا فشرفت بلقيا المشير في عزاء شقيقه رحمه الله ومعه الفريق فقلت لهما : لو قبلت قدمي كل منكما لما كفاني عرفانا لحقكما ؛ ولكن حسبكما أن الله يذكر لكما ما يجحده جاحدون وليهنكم ذكر الله لكم ، فربت المشير على كتفي ودعا لي هو والفريق وطلبا دعائي فاطمأننت أنهما قد عفوا عني .
    11 ـ المجد في الحقيقة ليس للثورة ؛ بل لله الذي جعل قبضة النظام تنهار كي لا تعمل القتل في الثوار ، والذي أخذ بفؤاد المشير وأفئدة إخوانه وجعلها تهوي إلى الشعب وتنحاز له ، والمجد أيضا للمشير وإخوانه الذين بادروا سريعا فالتقطوا مصر التقاطا واختطفوها اختطافا من فم الفتنة قبل أن تبتلعها وتبتلعنا معها ، فانحازوا إلى شعبهم وخلعوا من لا يستحق اسمه وجعلوا مصر بينهم كما مثل المشير لإخوانه جمرة نار يتلاقطونها على أيديهم ويتقاسمون حرها بالسوية كي لا تسقط منهم حتى أدوها أمانة مصونة إلى من انتخبه الشعب ، بعد أن دفعوا وهم الأبرياء ثمن جرائم من سبقهم من العسكريين .
    12 ـ ألا فلا يزايدن أحد علي ، فالمشير الآن لا سلطة له ولا منصب ولا جاه ، ولم أنافق أحدا أمس ، وأسأل ربي العصمة فلا أنقلب على عقبي كمن انقلبوا فأنافق أحدا غدا ، ولقد اعتقلني مبارك ثلاثة أعوام ، فلما فوجئت به في لقائه الشهير بالإعلامي عماد أديب يتعهد بالاعتذار لكل مواطن يكتشف أنه أخطأ في حقه نشرت على صفحات جريدتي الغد والدستور يوم 10/5/2005 أطالبه أن يعتذر إلي وأتحداه أن يجد في التحقيقات معي ما يبرر اعتقالي فنفاني من سجن النطرون إلى سجن الوادي الجديد ، ثم صرخت بعد إفراجهم عني في وجه لواء أمن الدولة وائل نور داخل فرع جابر بن حيان بالجيزة قائلا : إنه ليشرفني أن أنال شهادة على يد نظام فاسد كنظام حسني مبارك ، فانتفض اللواء كمن لدغته عقرب وهم بي كأسد هائج ؛ ولكنه تراجع فجأة واكتفي بالصراخ في وجهي بأعلى صوته تهديدا ووعيدا إلى أن هدأ رويدا رويدا هدوءا غريبا وتودد إلى شيئا فشيئا توددا مريبا ، قائلا : يا شيخ متولي أنت رجل طيب ونحن نعرفك وليست هذه أخلاقك ، وأمرني بمعاودة الزيارة فعاودت فأمر أتباعه فأمروني بتكرار المعاودة فصرخت فيهم بأعلى صوتي لأسمعه : أقسم بالله العظيم لن أعود مرة أخرى إلا معتقلا ، فأمرهم فأعطوني بطاقتي وصرفوني ، وبعدها دعيت إلى حضور ندوات في منزل رجل تبين أنه ضابط مخابرات ، فحكيت هاتين الواقعتين بشهود المضيف وضيوف لا يزالون أحياء يرزقون ، منهم الأستاذ أحمد عبده ماهر المحامي والمهندس يحيى حسين عبد الهادي مدير معهد إعداد القادة بالدقي وكاشف فضيحة صفقة بيع عمر افندي الشهيرة ، ثم ما لبثت أسابيع حتى بر ربي قسمي بانهيار النظام يوم 28 يناير وفرار المخلوع يوم 11 فبراير .
    13 ـ ألا ولا يزايدن أحد علي ، فقد شاركت أنا وزوجتي وأولادنا ، شارك أبنائي الثلاثة منذ يوم 25 ولم أمنعهم وقبض على أحدهم فهاتفني من داخل سيارة الشرطة مقبوضا عليه مع آخرين فأمرته أن يظل رجلا مع الرجال أما أنا فشاركت منذ الساعة العاشرة مساء 26 يناير قبل أن يعلم أحد أن ستكون ثورة ، ببيان متلفز على قناة الرأي السورية هاجمت فيه مباركا ونظامه هجوما توقعت بعده معاودة اعتقالي ، ثم نزلت بعد صلاة جمعة 28 ميدان التحرير وظللت مع الثوار كرا وفرا أصرح كلما لقيت مراسلا إعلاميا يغطي الأحداث بما قلته في بياني المتلفز ، وأعاني الاختناق والآلام والإغماء من قنابل الغاز ، وأصرخ موبخا بلطجية مدنيين يدعمون الشرطة بعصي خشبية غليظة يردعون بها المتظاهرين ولحسن حظي كان أغلبهم يغضون الطرف عني لكبر سني ، ومن كانوا يهمون بعقابي لتوبيخي لهم وطول لساني عليهم كان الله يسخر من يشفع لي عندهم لكبر سني وطول لحيتي ، فينصرفون عني استهانة بي ، وشارك معي زوجتي وابنتي وأبنائي ، وكانوا فوق كوبري قصر النيل لحظات تساقط الضحايا ، ثم اعتقلوني بعد المغرب وساقوني إلى كبيرهم في ميدان عبد المنعم رياض لولا أنها كانت لحظة صدور الأمر إليهم بالانسحاب الأخير الفجائي الشهير ففروا من فورهم وتركوني مكاني فرجعت إلى ميدان التحرير ، وظللت أوقاتا عصيبة أعرب لمن بالميدان عن خوفي من غموض موقف الجيش ، حتى فوجئت ببيانه الأول في تلفاز بواب عمارة قرب الميدان كنت أتردد عليه للمتابعة فهرعت كالمجنون ، فكنت فيما أظن أول من أبلغ الميدان فضج بالتهليل والتكبير مستشرفا تباشير الطمأنينة والثقة في فرج قريب بمؤازرة جيشنا الوطني العظيم .
    14 ـ الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، نعم كان ما فعلته مخالفا لقناعاتي العقلية والدينية ، وكان إيقاظا لفتنة يمكن أن تودي إلى شر أعظم ، تورطت فيه بعد أن نفد صبري وفقدت وعيي بسبب ظلم حاق بي تنوء به الجبال الرواسي أوقعه علي نظام مجرم استعجلت الفكاك منه ، وأستغفر الله ربي وأسأله أن ينظر بعين رحمته إلى فقداني وعيي حين فعلت ما فعلت فيعذرني ، لكني لم أمجد أبدا ما فعلته ؛ بل ظللت مدركا طوال الوقت أني في أحسن أحوالي مجرم معذور ، ولا أزال .
    15 ـ هناك فرق بين إعذار الثائر وتمجيده ، أما ما يملأ النفس حسرات حتى ليكاد يقتلها كمدا فما آل إليه أمر ثورتنا من كفر بكل حق وجحد لكل جميل وهزء بكل مقدس وقذف لكل شريف وحرص على استمرار الفوضى وتفاخر بأن الثورة مستمرة ، كأنها إنجيل بعد التوراة أو قرآن بعد الإنجيل أو رسالة أخرى بعد سائر الرسالات ، وإنه لأوضح دليل وخير برهان لكل ذي عين ترى وأذن تسمع ولب يفقه أن ما فقدناه بالثورة أعظم بكثير كثير مما ربحناه بها . فمهما يكن في العبودية مع مكارم أخلاق من مؤسفات ومخزيات ومؤلمات فهي ألطف وأهون وأرفق وأرحم من حرية تطلق العنان للفتن والكوارث وأنهار الدماء ، وإني لأتوب إلى الله ربي وأعتذر إلى كل حق كفر وكل جميل جحد وكل مقدس أهين وكل شريف شهر به بسبب فتنة أيقظتها وثورة شاركت فيها .
    16 ـ ويا سَقيا ويا طوبى لأولي عزم منهم أسطورة العصر نيلسون مانديلا الذي قضى معتقلا في سجنه ربع قرن لم تفت في عزيمته حتى خرج معززا مكرما ، وبعد المقدرة وبشجاعة نادرة انتصر على نفسه وتعالى على جراحاته وعقد بين فرقاء وطنه مصالحة نزع بها من الأفئدة نوازع الحقد وطبب بها من الصدور مواطن الغل ، وعلى قاعدة ندم الظالم على ما فعل وعفو المظلوم عما سلف ، ثم علا سلم المجد رئيسا لبني وطنه ولاية رفض بعدها الاستجابة لتوسلاتهم إليه أن يجددوا له ولايته .
    17 ـ إنني لآسى وأحزن وأتحسر وأخجل حين أقلب تاريخنا الإسلامي بعد الخلفاء الراشدين وما يبلغه علمي غير المتبحر ولا المتخصص بتاريخ العالم ، فلا أجد في حكماء المسلمين مثل مانديلا في عزيمته وشجاعته ولا مثل شعبه في عفوه وسماحته . أعقمت المصريات أن يلدن مثل نيلسون مانديلا ؟ !
    18 ـ لقد كتبت مقالا قبل الثورة بأيام وهو موجود على منتداي لمن شاء بعنوان (الظالم غاشم والمظلوم عاجز فما الحل) محاولا اختراق حالة الاستعصاء واليأس بين مظلوم عاجز وظالم غاشم ؛ لكني رغم نجاح الثورة وفي أوج عزها وبهرجة صيتها وقبل جنوحها إلى الفوضى بقيت على رأيي الذي ضمنته هذا المقال ، ولا أزال حتى الآن وسأظل إن شاء الله . إنه لَلإصلاح أيها الغافلون . وإنها لَتعاليم القرآن أيها الإسلاميون .
    19 ـ لقد دخل نبينا مكة يوم الفتح منكس الرأس تواضعا وهو المنتصر ، فوجه خطابه إلى المعتدين المهزومين : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ، فكان عفوه عنهم نصرا على الشيطان له ولهم ، ونزل الذكر الحكيم ( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ) فكان النصر نصرا على الشيطان والفتح فتحا للقلوب .
    20 ـ أما نحن فبدلا من أن نعفوا ونصفح كما عفا نبينا وصفح ، خضنا مع الخائضين وتورطنا مع المتورطين وشاركنا الثوار في مسلسل الفوضى الخلاقة وتصفيات الحسابات الضيقة ، فشوهنا كل حسن وجحدنا كل جميل حتى تورطنا في هتاف النذالة والنكران (يسقط يسقط حكم العسكر . . المشير بيْهَيِّسْ . . عايز يبقى ريِّسْ) وسائر الهتافات الوقحة سبا وشتما وسخرية وهزءا ، واستمرأنا التخوين بلا بينة لمن لعلهم شرفاء لأننا نبغضهم والتزكية بلا بينة لمن لعلهم فاسدون لأننا نحبهم وزايدنا على الثوار ، فكلما وجه ثائر سبابا وشتما وجهنا نحن مثله وربما أكثر لنكون أكثر ثورية ، وكلما كال ثائر تهَمة شنيعة كلنا نحن مثله تهَما ربما أشنع لنكون أكثر ثورية ، وكلما وسع ثائر من دوائر الاتهام والمتهمين وسعنا نحن منها وربما أكثر وكل ذلك لنكون أكثر ثورية ، وهكذا أصبنا مع سائر الثوار نحو نصف الشعب بالفزع والرعب والإحساس بأنهم مستهدفون بالإقصاء مرشحون للانتقام ، فانخرطوا كقطط أحرجناها أو كأسود جرحناها يحاولون استرداد النظام البائد بعد أن وجدونا أبشع ، فانقسم الشعب إلى نصفين ولا يزال نصف مع مثال شفيق ونصف مع مثال مرسي ، حتى خيم خطر فشل الثورة بظلاله ويوشك أن يلقي بكلاكله ، وانتهينا إلى كوابيس ليس لها من دون الله كاشفة .
    21 ـ كم لقينا نحن الإسلاميين دون غيرنا من ظلم الحكام المستبدين ما كان يؤهلنا لضرب القدوة والمثل لسائر الثوار في العفو عند المقدرة لو فعلنا بفلول النظام ما فعله نبينا بفلول قريش ، ولو فعلنا لتعافت مصرنا سريعا ولانزوى شفيق وأمثاله كل في عقر داره يلعق آثار الحسرة ربما على مشاركته من لا يستحق اسمه وخدمته لنظامه عشرات السنين دون أن ينبس ببنت شفه بكلمة حق في أي وقت رغم فساد طالما زكم أنفه وسائر الأنوف .
    22 ـ ولو فعلنا ذلك وتجرأ شفيق أو أي فِلٍّ آخر ورشح نفسه ، لما فوجئنا بستة ملايين ثم باثني عشر مليونا صوتوا له في المرحلتين الانتخابيتين الأولى والثانية ، ولما فوجئنا بزئيرهم في مؤتمراته الانتخابية زئير الأسود الهصورة صارخين : (الشعب يريد أحمد شفيق) ولما فوجئنا بالثورة تتحول من ثورة شعب بأكمله ضد نظام فاسد إلى ثورة نصف الشعب ضد النصف الآخر ، ولما فوجئنا ببعض القوى الثورية تصوت لشفيق وتفضله على مرشحنا ، وتظهر كرها لنا أشد من كرههم لنظام من لا يستحق اسمه ، حتى إنهم ليقولون في ميدان التحرير نمنح الشيطان فرصة ولا نمنح الإخوان .
    23 ـ ما قيمة أن يربح الإسلام السلطة ويفقد الأفئدة ؟ وما ضر الإسلام أن يربح غيرنا السلطة اليوم ثم يربح الإسلام ونربح أفئدتهم غدا ؟ ما حكمة أن ندعوا إلى الشريعة الإسلامية مصريين نصفهم مرضى جائعون خائفون بينما لا نكترث بما هم فيه من مرض وجوع وخوف ؟ أفلا نعلم أن الله تعالى قد تكرم على الناس وتمنن وتفضل وترحم وتحنن فجعل إعطاءهم حقهم عليه مقدما على مطالبتهم بحقه عليهم ، في آيات كريمة رءوفة رحيمة نقرؤها منذ نعومة أظفارنا في السنوات الأولى الابتدائية يقول فيها ربنا ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ [106/قريش3و4]) ؟ والمعنى هل أطعمتكم يا عبادي ؟ نعم يا رب ؟ وهل آمنتكم ؟ نعم يا رب ؟ إذن فهل أخذتم حقكم علي ؟ نعم يا ربنا ؟ إذن فمتى تعطونني حقي عليكم ؟ الآن يا ربنا طائعين حامدين فإياك نعبد وإياك نستعين .
    24 ـ ما حاجتنا إلى مادة العزل في الدستور والشعب نفسه سيعزل كما فعل في الانتخابات الأخيرة ؟ ولماذا نحول المفسدين السابقين من ساسة سيعزلهم الشعب في هدوء إلى إعلاميين متوحشين لا يألوننا خبالا وإلى ثوار مجرمين ينفجرون فينا ويهددون مكتسبات شعبنا ويؤلبون كل عدو علينا ؟
    25 ـ كم أسأنا إلى أنفسنا حين جعلنا الدستور صيدا تتخطفه وحوش ، وكم كان فظا غليظا تفاخر أحدنا بفرضه المادة الفلانية في الدستور رغم اعتراض النصارى ؟ كأن الإسلام سيضيع وشريعته ستهدر ولن يتمكن نواب الشعب بدون المادة الفلانية الدستورية أن يشرعوا إلا شريعة الغاب وقوانين جنكيز خان ، بل وكأن الدولة لن تقوم قائمتها ولن تتمكن من تشريع قوانينها إلا في وجود دستور مكتوب، وهذه دول عريقة حولنا مجتمعاتها آمنة واقتصادياتها مزدهرة وليس فيها دستور مكتوب ، فأي فقه هذا وأي سياسة هذه ؟ بل أي دين هذا وأي خلق هذا ؟ أنظن أن من حقنا شرعا أن نفرض الشريعة على الناس كرها ؟ أم نظن أن النصارى لو نجحوا في التبشير حتى صاروا في مصر أغلبية ليس لهم أن تكون مبادئ شريعتهم هي المصدر الرئيسي للتشريع ؟ أين نحن إذن من قول ربنا (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ[02/البقرة256]) وسائر النصوص القرآنية في معناه ؟
    26 ـ متى نتجاوز الأقوال إلى الأفعال فتنطق أفعالنا وتشهد أخلاقنا أن الإسلام عدل وإحسان وأن شريعته هدى ورحمة وأنها صالحة لكل زمان ومكان وللناس أجمعين مسلمين وغير مسلمين ، وقد قال ربنا لنبينا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [21/الأنبياء107]) فلم يحصر رحمة بعثته فينا ولم يقصرها علينا نحن المسلمين دون غيرنا من سائر الناس بل سائر العالمين ؟
    27 ـ لا يمكن أن يكون الإسلام الذي يمزق المجتمع هذا التمزق هو إسلام محمد الذي أشار إليه إشارة المحب المشتاق معجزة ماليزيا الاقتصادية الأعجمي مهاتير محمد سنة 2003م في مؤتمر بلندن حين دعا علماء المسلمين إلى التحقق لعل الإسلام الذي نحن عليه اليوم يختلف عن الإسلام الذي كان عليه نبينا محمد صلى الله عليه سلم أمس .
    28 ـ نعم أخي مهاتير يختلف ، فنص القرآن (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ[02/البقرة256]) وسائر نصوصه في معناه معناه أنه لا يجوز لأي أحد أن يكره أي أحد أن يعتنق دينا ما أو أن يلتزم بشرعة دين ما ، والنفي هنا مقصود به النهي والمنفي هنا عام لأنه نكرة في سياق النفي ، فهو إذن يشمل كل أحد ، والدين هنا مطلق فهو يشمل اعتقاد القلب وقول اللسان وفعل الجوارح معا ، هذا هو معنى الآية واضحا ، فلا يجوز إذن لملك أو سلطان أو أمير أو رئيس دولة أو مجلس نواب أن يكره شعبا على أن يعتنق دينا ما أو أن يلتزم بتشريعات دين ما .
    29 ـ أما ما ينسب إلى نصوص قرآننا من معان ويلقى على لسان نبينا من أقوال ضد حرية الاعتقاد وحقوق الإنسان وكرامة المرأة وعصمة مال غير المسلم وعرضه ودمه فإنما هي أباطيل لم يقلها نبينا ولا عناها قرآننا ، إنما اصطنعها ملوك بني أمية والعباس خدمة لأطماع سياسية أعانهم عليها قوم آخرون شيوخ سلاطين باعوا دينهم بدنيا ملوكهم وجعلوا أهواء ملوكهم دينا ، وبرهان ذلك مقال على الشبكة العنكبوتية بعنوان (علوم الحديث النبوي الشريف عبقرية القواعد وكارثية التطبيقات) أناشد العلماء ومشايخ الأزهر ومشيختها ومجمع البحوث الإسلامية في مصر ودار الإفتاء والبحوث العلمية والدعوة والإرشاد في السعودية ، أن يتدبروه ويستدعوني ويناقشوني في شأنه اليوم قبل أن أشكوهم يوم القيامة بين يدي الله غدا ، يا رب قد كان هذا المقال شرا عظيما أعرضوا عن إنقاذي منه أو خيرا عظيما أعرضوا عن قبوله ، وتالله ثم تالله ثم تالله ، لئن أقاموا علي الحجة وأثبتوا أني خاطئ ، لأقبلَنَّ أيديَهم وأرجلَهم وبينَ أعينِهم ، ولأقِرَّنَّ على نفسي بأني خاطئ ، ولأتوبَنَّ إلى الله ، ولأرجعَنَّ إلى الحق الذي كشفوه لي بعد خفائه علي ، فهل سيفعلون ؟ أم سيظلون أذنا من طين وأخرى من عجين ؟ !
    30 ـ كنا في غنى عما نحن فيه من فتن لو أدركنا أن المجتمعات لإعادة تركيب مكوناتها بعد تصدعها أو تفتيتها بسبب الفتن والثورات أو الحروب والاضطرابات تحتاج إلى سماحة تتوخى المواءمات لبناء جسور ثقة بين كل الفرقاء من طوائف ومكونات ، ويدل على ذلك تدرج تشريعات الرق والربا والخمر والميسر على سبيل المثال ، وبقاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نحو ثلاث وعشرين سنة منها نحو عشرين محررا من أي تشريع يلزم سائر مواطنيه من غير المسلمين بأي قيد ، حتى أمن المجتمع بعضه بعضا ووثق كل في كل ، ثم لما احتاج هذا المجتمع إلى حماية نفسه من جرائم المجرمين من سراق وزناة ومعتدين ومفسدين ، وحينئذ فقط وحالئذ فقط ولأجل حماية نفسه فقط وتلبية لحاجة مواطنيه فقط مسلمين وغير مسلمين ورحمة بهم فقط ، نزلت أحكام حماية هذا المجتمع وهؤلاء المواطنين من المجرمين في الأشهر الأخيرة من حياته بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ؟
    31 ـ ليتنا ندرك أنه لا تناقض بين الإسلام والحداثة ؛ وأنها قواعد معيبة وتطبيقات خاطئة لقواعد صحيحة إذا أصلحناها زال ما يتوهم من تناقض بين حقائق الإسلام وإبداعات الحداثة ، وظهر لكل ذي عينين كيف سبق الإسلام الحداثة زمانا وإبداعا ، وكيف لا يكون كذلك وهو إبداعات البديع الأول . اللهم قد بلغت . . اللهم فاشهد .
    32 ـ الناس منهم من لا يعتني إلا بأمر نفسه وهؤلاء كثير ، ومنهم من يحصر عنايته بنفسه وبخاصته فحسب وهؤلاء أقل ، وأقل منهم من تسع عنايته بعض من حوله أو من بعده من عصبته أو بيئته ، لكن الأقلين الأقلين من يعنيهم البعدان الزماني والمكاني معا ، فهم يجاهدون لأجل الناس كلهم ، بامتداد المكان كله حولهم قطراً بعد قطر ، وامتداد الزمان كله بعدهم جيلاً بعد جيلاً ، فهؤلاء يزرعون الأشجار العظيمة وهم يدركون أنهم سيموتون قبل أن يستظلوا بظلها ويطعموا من ثمرها فيا هؤلاء الأقلون في الناس عددا الأدنون في الدنيا حظا الأعظمون عند الله يوم القيامة أجراً أنتم مني وأنا منكم .
    33 ـ أنصح الجميع ألا يعترضوا على إلغاء مادة العزل من الدستور وأن يتركوا للشعب وحده حق العزل ليعزل فتحي بن سرور وأمثاله ويستفيد من الكفء النزيه حسام بدراوي وأمثاله .
    34 ـ أنصح الإسلاميين ألا يعترضوا على إلغاء المادة 219 وألا يقتربوا من المادة الثالثة بل وأن يجعلوها مطلقة لا مقصورة على المسلمين واليهود والنصارى دون غيرهم وأن يدركوا أن المستفيد من الحرية إنما هو الحق وحده وبالتالي هو الإسلام وحده إن كان الإسلام هو الحق ، وأنهم لن يضمنوا للإسلام بالدساتير والقوانين ما عجزوا عنه بعجزهم عن الحجج والبراهين بسبب خطاب ديني متخلف لمحامين فاشلين عن قضية الإسلام الحقة .
    35 ـ وأنصح رئيسنا المنتخب أن يظل على عفوه وصفحه حتى يوم 25 يناير القادم ، فإن نجح ثواره في تجييش كتلة شعبية قادرة على شل مفاصل الدولة فليقدم استقالته ؛ ليدفع آخر قسط من فاتورة الجريمة التي شارك فيها شخصيا بتورطه مع سائر الثوار في تمجيد الثورة تمجيد التهور وفقدان الوعي والاستسلام للرعونة والغضب والفوضى ، أما إن فشلوا وهم قلة ثم جنحوا إلى الشغب فيجب عليه أن يقبض عليهم وفي مقدمتهم كبيرهم ممدوح حمزة ويقدمهم لمحاكمة قانونية عادلة بتهمة استعمال القوة لقلب نظام حكم شعب اختار رئيسه ودستوره ويعمل على اختيار نوابه خلال شهرين ويريد أن ينعم بالاستقرار بعد أن أنهكته الفتن ، وإن لم يفعل فما أدى حق الأداء حق القسم بالحفاظ على سلامة الوطن .
    أتم تحريره في 31/1/2013 بالقاهرة حائزا لبراهينه مفصلة لمن يطلبها ولمزيد بيان على منتداه www.al7k.forumegypt.net منتدى متولي إبراهيم صالح على الشبكة العنكبوتية [جوجل] هاتف 01227972399 أزهري حصل من جامعة الأزهر على ليسانس الشريعة والقانون وليسانس اللغة العربية وبكالوريوس الهندسة ودرس علوم القرآن الكريم والقراءات القرآنية في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وتتلمذ في علوم الحديث النبوي الشريف على يدي شيخ السلفيين في العالم كله اليومَ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى ولا يقلد أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا دليل ، لا سيبويهِ في النحو ولا الشافعيَّ في الفقه ولا البخاريَّ في التصحيح أو التضعيف ، ولا يعبد من دون الله آلهة أخرى ، لا التوثيق المطلق بالسبر الجزئي بلا دليل ، ولا عنعنات بعض المدلسين في كل الكتب بلا دليل ، ولا عنعنات كل المدلسين في بعض الكتب بلا دليل ، تلك الآلهة التي من خلالها ألصق بالإسلام ما ليس منه ، فانصد الناس ولا يزالون حتى اليومِ منصدين عنه مرعوبين منه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 7:40 am