منتدى متولي إبراهيم صالح

مرحبا بكم في البحث عن الحقيقة مع منتدى متولي إبراهيم صالح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى متولي إبراهيم صالح

مرحبا بكم في البحث عن الحقيقة مع منتدى متولي إبراهيم صالح

منتدى متولي إبراهيم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى متولي إبراهيم صالح

بحوث في الدين والسياسة


    علوم الحديث النبوي الشريف . . عبقرية القواعد . . وكارثية التطبيقات . . دعوة إلى التناصح

    متولي إبراهيم
    متولي إبراهيم
    رئيس الصفحة
    رئيس الصفحة


    المساهمات : 108
    تاريخ التسجيل : 05/10/2011

    علوم الحديث النبوي الشريف . . عبقرية القواعد . . وكارثية التطبيقات . . دعوة إلى التناصح Empty علوم الحديث النبوي الشريف . . عبقرية القواعد . . وكارثية التطبيقات . . دعوة إلى التناصح

    مُساهمة من طرف متولي إبراهيم الأحد يناير 15, 2012 8:58 am

    علوم الحديث النبوي الشريف . . عبقرية القواعد . . وكارثية التطبيقات . . دعوة إلى التناصح
    أ ـ هذا مقال بليغ الخطر جليل الأثر لا يعقل مغزاه إلا العالمون ولا يسبر غوره إلا المتخصصون ، فليتق الله امرؤ مسلم غير عالم ولا متخصص أن يقبل عليه إقبال الجهلاء فيخبط فيه خبط عشواء فيتوهم الأمور على غير ما هي له فتسول له نفسه أكل لحم كاتبه وهو يحسب أنه ينصر دينا ويحسن صنعا فالله الله في لحمي وعرضي .
    1 ـ أهدي هذا المقال إلى شيخ الأزهر ورئيس مصر ومفتيها وملك السعودية ومفتيها ورئيس إيران ومرشدها .
    2 ـ أهدي هذا المقال إلى علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها سنة أو شيعة سلفيين أو صوفية زيديين أو إمامية أو إباضية أو غيرَهم ، لا سيما المتخصصون منهم في علوم الحديث النبوي الشريف .
    3 ـ أهدي هذا المقال إلى هؤلاء جميعا ، معذرة إلى الله ولعلهم يتقون .
    ب ـ نحن متفقون على أننا مختلفون في بعض ما نعتقده دينا ؛ ومتفقون على أن خلافنا هو أن كلا منا يعتقد أن الآخر قد أخطأ فنسب إلى رسول الله صلى الله عليه سلم ما لم يصدر منه ، ومتفقون بالتالي على أن بعضنا مخطئ إياي أو إياك أو إياه ، كما أننا متفقون على أن خلافنا موروث عن آبائنا ومتفقون بالتالي على أن بعض آبائنا مخطئون آبائي أو آباءك أو آباءه ، ويلزمنا بالتالي البحث عن الحقيقة ، ويلزم المحق أن يهدي الحق إلى الآخر .
    1 ـ وإن توهم بعضنا أنه المحق وهو مبطل وتصرف تصرف محب إهداء الحق إلى سائر إخوته حبا لهم وخوفا عليهم من الضلال ، لزمنا مراعاة محبته وإكرام حسن نيته والترفق في مناقشته بالتي هي أحسن بالحكمة والموعظة الحسنة .
    2ـ وأنا أزعم أني على الحق وأنكم مخطئون ، وأحب أن أهديكم هذا الحق الذي أنا عليه ، فإن كنت مخطئا فأكرموا حسن نيتي وترفقوا في مناقشتي وتلطفوا لهدايتي بالتي هي أحسن بالحكمة والموعظة الحسنة واحرصوا لوجه الله على هدايتي كما أحرص لوجه الله على هدايتكم ، وإن لم تفعلوا فأنتم الأخسرون أعمالا حتى وإن كنت خاطئا لأني إن كنت المحق فقد أعرضتم عن الحق الذي معي وركبتم سنة فرعون وقومه الذين جحدوا بالآيات واستيقنتها أنفسهم وإن كنتم المحقين فقد أعرضتم عن هدايتي إلى الحق الذي معكم وركبتم سنة اليهود الذين يعتقدون أن رسالة السماء إنما هي إليهم محصورة عليهم من دون سائر الناس .
    3 ـ لا زلت معجبا مبهورا بكلمة صدح بها معجزة ماليزيا الاقتصادية مهاتير محمد سنة 2003م في مؤتمر بلندن دعا فيها علماء المسلمين إلى التحقق لعل الإسلام الذي نحن عليه يختلف عن الإسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه سلم .
    ج ـ نعم عبقرية تلك القواعد التي أبدعها المحدثون للتحقق من صحة الأخبار المنسوبة إلى نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام حيث اشترطوا لصحة الخبر المنسوب إليه صلى الله عليه وسلم أن يرويه الثقة عن مثله إلى منتهى السند بلا شذوذ ، واشترطوا في الثقة العدالة والضبط واشترطوا في المدلس التصريح بالسماع ، وجعلوا الشذوذ أن يخالف الثقة الثقات أو من هو أوثق منه أو أن يخالف الخبر خبرا أوثق منه .
    د ـ أما تطبيقاتهم لتلك القاعدة الذهبية فكانت ـ وا إسلاماه وا قرآناه وا سنة محمداه وا حقوق إنساناه ـ تطبيقاتٍ كارثية في أكثرَ من تسعة أعشارها ، بل في أكثرَ من خمسة وتسعين بالمائة منها ، فقد صححت تطبيقاتهم أباطيل نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه سلم كذبا ، ووضعوها على لسانه الشريف زورا ، حتى جعلوه صلى الله عليه وسلم يقول : القرآن باطل ؛ إذ جعلوه بهذه الأباطيل يلغي أحكامه ويخصص عموماته ويقيد مطلقاته ويفصل مجملاته ويؤول محكماته ومتشابهاته .
    1 ـ فصرنا نقرأ في القرآن الكريم ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [02/البقرة256]) (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ [88/الغاشية22]) ( مَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ [50/ق45]) ( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ [10/يونس99]) (مَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ [18/الكهف29]) ثم نلتفت عن كل ذلك وننبذه وراء ظهورنا كأنه لا قيمة له ولا اعتبار ؛ مقلدين مقدسين لأشخاص عبيدٍ غير معصومين توهموا أنه كله مُلغى بكذب خدعوا به غفلة وألقوه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا ، فجعلوه يقول : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله) (من بدل دينه فاقتلوه) (لا يقتل مسلم بغير مسلم)
    2 ـ وصرنا نقرأ في القرآن الكريم قصة المرأة الملكة الوالية الولاية العامة على قومها وثناءَه على أدب وصفها لخطاب نبي إليها وحكمةِ رأيها في شأن معالجته وبراعةِ سياستها لشئون قومها ومملكتها ، مع سكوته التام في معرض البيان عن استنكار ولايتها العامة استنكارا لأنوثتها ، وعدمُ الاستنكار سكوت ، والسكوت في معرض البيان بيان إذ ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ[27/النمل29ـ35]) ثم نلتفت عن كل ذلك وننبذه وراء ظهورنا كأنه لا قيمة له ولا اعتبار مقلدين مقدسين لأشخاص عبيدٍ غير معصومين توهموا أنه كله مجبوب بكذب خدعوا به غفلة وألقوه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا فجعلوه يقول : (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) (النساء ناقصات عقل ودين) (إني رأيتكن أكثر أهل النار ، تكثرن اللعن وتكفرن العشير)
    3 ـ وصرنا نقرأ في القرآن الكريم (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [04/النساء86]) (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً [البقرة83]) (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت46]) ثم نلتفت عن كل ذلك وننبذه وراء ظهورنا كأنه لا قيمة له ولا اعتبار ؛ مقلدين مقدسين لأشخاص عبيدٍ غير معصومين توهموا أنه كله مقيد بكذب خدعوا به غفلة وألقوه على لسان النبي صلى الله عليه وسلم زورا فجعلوه يقول : (لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه) 4 ـ وصرنا . . . . . هلم جرا ! .
    هـ ـ إن جمهور المحدثين لا يرفعون جهالة المجهول إذا روى عنه اثنان ولم يأت بما ينكر عليه بل يظل عندهم مجهولا كما هو بينما يرفعون جهالته ويجعلونه ثقة إذا روى عنه ثلاثة ، قرر ذلك الذهبي في ميزانه فقال في ترجمة حفص بن بغيل : قال (ابن القطان لا يعرف له حال ولا يعرف) قلت إن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدل على عدالته وهذا شيء كثير ففي الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل وقال في ترجمة مالك بن الخير الزبادي : الجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح انتهى ما قرره الذهبي ، والسؤال هو : فبأي حق أو دليل قرآني أو نبوي أو عقلي ؟ وما هو الفرق هنا بين الاثنين والثلاثة الذي جعل رواية الثلاثة ترفع جهالة المجهول وتجعله ثقة من دون رواية الاثنين ؟
    و ـ إن جيلا بأكمله أدركهم الإمام شعبة بن الحجاج بالعراق كانوا بشهادته كلهم مدلسين ـ إلا رجلين اثنين فقط ـ قد تغافل عن تدليس أكثرهم أكثرُ المحدثين بغير حق ، وشعبة هذا لمن لا يعلم إمام ليحيى بن سعيد القطان ، ويحيى هذا لمن لا يعلم إمام ليحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني ، ويحيى وأحمد وعلي هؤلاء لمن لا يعلم أئمة للبخاري الذي هو إمام لنا .
    ز ـ إن مئات آلاف مرويات أمهات كتب الحديث بما فيها مرويات البخاري ومسلم أكثر من خمسة وتسعين في المائة منها كل إسناد منها يشمل ما لا يقل عن راو واحد مجهول لم يوثق إلا توثيقا زائفا ممن ولدوا بعد وفاته ولم يعرفوه ، توثيقا عاما كاملا شاملا كليا مطلقا بلا دليل سوى سبر خاص ناقص محصور جزئي مقيد ، توثيقا شاملا بسبر محصور في بعض مرويات له نقدوها وحدها من دون سائر مروياته فوجدوها صحيحة ، ثم بناء فقط على نقدهم لها وتصحيحهم لها دون سائر مروياته شهدوا له بأنه ثقة ، رغم أنهم ولدوا بعد وفاته فلم يلقوه ولم يعرفوه ، ورغم أنهم لم يسبروا كل مروياته بل غابت عنهم روايات أخرى له قد تكون باطلة ، ولو سبروها ونقدوها لأبطلوها ولشهدوا عليه بناء على إبطالهم لها بأنه غير ثقة ، ولاستغفروا الله من شهادتهم له بأنه ثقة .
    1 ـ نعم خمسة وتسعون بالمائة من مئات آلاف مرويات أمهات كتب الحديث بما فيها مرويات البخاري ومسلم فضلا عن رواة آخرين في أكثرها مطعون في عدالتهم أو حفظهم أو سماعهم .
    2 ـ لا أعني بطلان متن كل سند فيه راو مجهولٌ لم يوثق إلا بالسبر ممن لم يدركوه ، ولا أعني رد كل خبر زائد على ما في القرآن إذا تفرد بروايته مجهول لم يوثق إلا بالسبر ممن لم يدركوه ، كما لا أعني أن بطلان أي سند يستلزم بطلان متنه ؛ كلا بل قد يصح المتن رغم بطلان السند .
    ح ـ أليسوا حين يشترطون لصحة الخبر ألا يعنعن المدلس ثم يقبلون عنعنات بعض المدلسين في كل الكتب وعنعنات كل المدلسين في بعض الكتب أليسوا بذلك ينقضون قاعدتهم الذهبية ؟ ! أوليسوا حين يصلهم من مجهول لم يرَوْه ولم يدركوه خبر مرفوع نصه (اتقوا الله) فيوثقون هذا المجهول توثيقا مطلقا بناء على نقدهم لخبره هذا وتصحيحهم له وحده دون سائر أخباره ، ثم يجدون في اليوم التالي لهذا المجهول خبرا مرفوعا آخر نصه (اكفروا بالله) فيصححونه تلقائيا دون نقده اغترارا بتوثيقهم السابق لقائله أليسوا بذلك يقتفون ما ليس لهم به علم ويهدرون القرآن القائل (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [17/الإسراء36]) ؟ ! . لم يقل راو نصا (اتقوا الله) و (اكفروا بالله) ولكنه تشبيه وتمثيل وتقريب وتوضيح لا تنصيص وتعديد .
    ط ـ إن كل رواية في سندها راو لم يوثق إلا بالسبر حقها نقد متنها فقط دون سندها ، وخاطئ كل من صححها بناء على نقد سندها فقط . خاطئ كل من صحح بنقد السند فقط رواية في سندها راو لم يوثق إلا بالسبر فقط ، خاطئ لأنه صحح بنقد السند فقط ما حقه نقد متنه فقط .
    ي ـ إن بعض من لا يفقهون يخشون من إحقاق الحق الذي يعيد إلى القرآن اعتباره ومن إبطال أسانيدَ باطلةٍ وتوثيقاتٍ زائفةٍ سرقت من القرآن اختصاصه وسلبت منه بالباطل سلطانه لصالح كذبٍ هو سمٌّ دُسَّ في عسل هو ريقٌ طاهرٌ على لسانٍ صادقٍ لنبيٍ أمينٍ هو محمد صلى الله عليه وسلم . إنهم يخشون من إبطال أسانيدَ وتوثيقاتٍ باطلة لأنهم يتوهمون أن إبطالها ذريعة إلى إبطال سائر الأسانيد بل وإلى إبطال نسبة القرآن نفسه إلى النبي نفسه ، ولو ردوه إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولعلَّموهم أن ما يبطل الباطل لا يبطل الحق معه بل يحقه وحده ، وأن برهان إلهية القرآن ليس صحة نسبته إلى محمد ولا أسانيدَه المتواترة إلى محمد ولا شهادة محمد له بأنه من عند الله ، فشهادة محمد له محض دعوى لا برهان ، وأما البرهان الشافي والدليل الكافي على أن القرآن من عند الله فصفاته الذاتية الوافرة وسماته الربانية الظاهرة ومكوناته الإلهية الباهرة وتحدياته الإعجازية القاهرة للإنس والجن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، حتى لو أن الله بدلا من إنزاله بواسطة جبريل على قلب محمد أرسله إلينا مع كذاب أشر أو شيطان رجيم لعرفنا أنه من عند الله رغم سوء الواسطة ، فالقرآن برهان محمد وليس محمد برهان القرآن . لقد صرنا إلا من رحم الله لا ندرك براهين القرآن الذاتية على أنه من عند الله ؛ بسبب أننا نتدبره على هدي أباطيل نسبها آباؤنا إلى النبي صلى الله عليه سلم كذبا وأولوه بها جهلا ، فطمسوا من معانيه الهادية للعقول ما طمسوا ، وكدروا من شموسه المضيئة للأبصار ما كدروا ، فصرنا إلا من رحم الله عاجزين عن دعوة الآخرين إليه ، بل وعن دفع عيبهم فيه واستهزائهم به وتندرهم عليه .
    ك ـ ليس إخوتنا اليهود والنصارى وحدهم هم من حرف آباؤهم حين حرفوا التوراة والإنجيل ؛ بل نحن المسلمين أيضا قد حرف آباؤنا إذ حرفوا القرآن الكريم ، ولكن كما أنهم يتعصبون لآبائهم ويعتبرونهم سلفا صالحا لهم يجب عليهم تقليدُهم تقليدا أعمى حَذوَ القذة بالقذة ولا يعترفون بأنهم حرفوا كذلك نحن أيضا نتعصب لآبائنا ونعتبرهم سلفا صالحا لنا يجب علينا تقليدُهم تقليدا أعمى حَذوَ القذة بالقذة ولا نعترف بأنهم قد حرفوا ، ولولا أن القرآن هو الذي أخبرنا أنهم حرفوا لما عرفنا أنهم حرفوا ، ولولا أنه لا وحي بعد القرآن لعرف الناس بوحي جديد أننا نحن المسلمين أيضا قد حرفنا .
    1 ـ سيدي وحبيبي يا رسولَ الله عفوا ، فقد جعلت عرضي منذ زمن بعيد ابتغاء مرضاة ربك حِلا لمن غرّتهم شياطينهم وسولت لهم أنفسهم أن يزايدوا على حبي لك وغيرتي عليك ويكفروني ويتهموني بأني أنكر سنتك ، حتى وشى بي أحدهم إلى نظام مبارك وأتى بصحبته فقبض علي ليلا واعتقلني ثلاثة أعوام بتهمة إنكار السنة واحتقار الإسلام دون أن يحاولوا واحسرتاه مقابلتي ومحاورتي ونصحي وهدايتي أو إقامة الحجة علي إن كنت مخطئا رغم مناشدتي لهم وإلحاحي عليهم .
    2 ـ إني لآسف حزين لأن الدين يورث كما تورث الأشياء ، لا لشيء إلا لأنه يحقق لعشيرتنا وأهلنا ولطائفتنا وشعبنا ما سماه القرآن (مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [29/العنكبوت25]) فأنا قبل بحثي عن الحقيقة مسلم لأني ولدت لأبوين مسلمين ، وأخي النصراني قبل بحثه عن الحقيقة نصراني لأنه ولد لأبوين نصرانيين ، ولو كنت ولدت لأبوين نصرانيين لكنت اليوم نصرانيا ربما ، ولو كان أخي النصراني ولد لأبوين مسلمين لكان اليوم مسلما ربما .
    3 ـ والحق أنه لا ولادتي لأبوين مسلمين دليل على أن ما أنا عليه هو الحق وأن ما عليه أخي النصراني هو الباطل ، ولا ولادة أخي النصراني لأبوين نصرانيين دليل على أن ما هو عليه هو الحق وأن ما أنا عليه هو الباطل ، وإنما الحق ما قامت عليه الأدلة وشهدت له البراهين .
    4 ـ أما أنا الآن فيوم يتبين لي أن ما عليه أخي النصراني أو غيره أهدى مما أنا عليه سأدع فورا ما أنا عليه وأعتنق ما هو عليه ، وآمل من أخي النصراني أو غيره أن يكون كما أنا الآن مستعدا لترك ما هو عليه إن تبين له ما هو أهدى منه .
    5 ـ أجَلْ لقد حرف آباء إخوتنا هؤلاء وحرف آباؤنا أيضا ؛ ولكن آباءهم حرفوا الألفاظ ، أما آباؤنا فحرفوا المعاني .
    6 ـ الفرق بين آبائنا وآبائهم أن آباءهم حرفوا المعاني وأخفوا الألفاظ حتى صار مستحيلا على رائم الحقيقة بلوغها ، ومن أجل هذا احتاج العالم من جديد إلى رسول جديد بوحي جديد ، فبعث الله محمدا ، لتبقى رحمته على العالمين سابغة وحجته على ضمائرهم قائمة ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ، أما آباؤنا فحرفوا المعاني فقط ، ولكن بحفظ الله بقيت الألفاظ محفوظة كما هي ، وبقي العقل الإنساني الرباني وبقي اللسان العربي البياني بقيا حيَّيْن سالمَيْن ، وبقيا بالتالي قادرَيْن على استرداد هذه المعاني الأصلية الحقيقية الضائعة من جديد ، دون حاجة إلى رسول جديد بوحي جديد ، فهل نحن فاعلون معا جميعا يا علماء المسلمين ؟ وهل أنتم مشاركون لنا يا أيها الإخوة المسلمون المثقفون ؟ الليبراليون والعلمانيون ؟
    ل ـ بين إسلام المسلمين اليوم وإسلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم فرق ضئيل القدر لكنه خطير الأثر إذ مساحته صغيرة جدا كمساحة ثقب السفينة قياسا إلى مساحة السفينة نفسها لكن أثره مدمر علينا كأثر الثقب في السفينة على السفينة .
    أما أن الفرق ضئيل فلأن ملوك بني أمية والعباس لم تكن لهم مصلحة في إفساد صلاة الناس وزكاتهم وحجهم وصومهم ومثل ذلك وهو كثير كثير ، وإنما انحصر هواهم فيما يخدم أطماعهم السياسية وهو قليل ضئيل ، وأما أنه خطير رغم ضآلته فلأن أطماعهم السياسية حملتهم على الاستبداد وانتهاك الحقوق الإنسانية وشرعنة هذه الانتهاكات باختلاق نصوص وضعوها على لسان النبي صلى الله عليه سلم زورا فأفسدوا بها منظومة النصوص القرآنية في الحرية والعدالة والسماحة والكرامة الإنسانية .
    م ـ إنني لوجه الله ولأجل مصر ولأجل الناس أجمعين مستعد للمذاكرة والمفاكرة والمحاورة والمناظرة مع إخوتي علماء الحديث وغيرهم فيما أزعمه لأجل المناصحة ، ولا يجوز لهم السكوت على هذا الكلام الخطير والإعراض عن دعوتي هذه لهم إلى المناصحة . فإما أن يبينوا لي خطئي فأتوبَ منه وأقبلَ شاكرا أيديَهم وأرجلَهم وبينَ أعينهم ، وإما أن يتبين لهم أني مصيب فنهرعَ معا جميعا إلى نجدة مصرنا وسائر البلاد من فتن طائفية محدقة بها وتحرير إسلامنا العظيم من إسار أباطيل ، أعاقت الناس ولا تزال منذ قرون ، عن الدخول فيه أفواجا . إن أعرضوا عني سيسألون بين يدي الله يوم القيامة سواء أكنت مخطئا أم مصيبا . فإن كنت مخطئا فسوف يسألون لم أعرضوا عن نصحي وهدايتي وأنا طالب نصيحة أنشد الهداية ؟ ! أما إن كنت مصيبا وأعرضوا فحسابهم بين يدي الله يوم القيامة عسير ، وأخشى عليهم يومئذ أن يقول قائلهم : يا ليتني كنت ترابا .
    ن ـ إن كل ما يتحفظ عليه التيار السياسي المدني ويخشى بسببه من التيار السياسي الإسلامي ليس من الإسلام في شيء
    إنه صنائع بني أمية والعباس السنة وأعدائهم الشيعة ، معان باطلة فسروا بها نصوص القرآن وألفاظ باطلة نسبوها كذبا إلى نبي الإسلام حولوا بها الإسلام من رسالة هداية وبشرى رحمة للعالمين إلى مشروع سيطرة وسيف سلطان سلطوه على رقاب الناس ليوسعوا ملكهم ، فاستحلوا الدم الحرام والمال الحرام والعرض الحرام غنائم وأسلابا باسم الإسلام ، والإسلام من كل ذلك براء ثم ـ يا حسرة على العباد ـ حذا حذوَهم مَن بعدَهم ولا يزالون حتى اليوم وهم لا يشعرون ، (وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً [05/المائدة41]) .
    1 ـ إن القرآن يحترم حرية الاعتقاد ، ومن ذلك قوله : ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [02/البقرة256]) (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ [88/الغاشية22]) (مَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ [50/ق45]) (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ [10/يونس99]) (مَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ [18/الكهف29])
    2 ـ إن القرآن ينهى عن التعرض بسوء للكافر المسالم ، ومن ذلك قوله : ( لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة8]) وقوله : ( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ [09/التوبة4]) والمدة قد تكون مؤبدة كما في (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً [19/مريم79]) أي للكافر أي مدا مخلدا أبدا لا نهاية له .
    3 ـ إن القرآن ينهى عن التعرض بسوء للمرتد المسالم ، ومن ذلك قوله : (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً[النساء90]) وقوله : (سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً[التوبة95]) فسياق كل من هاتين الآيتين حديث في منافقين كفروا بعد إيمانهم .
    ص ـ إن المساواة وحرية الاعتقاد لا يتناقض معهما أي نص قرآني ، ولا أي قول أو فعل للنبي صلعم أو للخلفاء الراشدين.
    1 ـ فليس في القرآن آية سيف نسخت نصوص القرآن في السماحة والحرية الدينية ، ولا آية جزية مفروضة على المسالمين من أهل الكتاب بسبب رفضهم اعتناق الإسلام ، وما يدعى من ذلك كذب على القرآن أو فهم خاطئ من سلف زعموه وخلف قلدوهم فيه تقليدا أعمى .
    2 ـ فلو تدبر عارف بالعربية غيرُ مقلد غيرَه ما سماه البعض آية السيف (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ [09/التوبة5]) ولحظ سياقها التكامليّ السابقَ منه واللاحق ، القريبَ منه والبعيد ، الحاليَّ منه والمقاليّ ، لاكتشف أنها كذبة كبرى دعوى أنه ناسخ لسائر النصوص القرآنية في حرية التدين ، ولاكتشف أن المقصود بآية السيف هذه إنما هم الناقضون عهدهم المحاربون للمسلمين ، بسبب النقض والمحاربة لا بسبب الشرك .
    3 ـ ولو تدبر عارف بالعربية غيرُ مقلد غيره آية الجزية (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ[09/التوبة29]) ولحظ سياقها التكامليّ ، السابقَ منه واللاحق القريبَ منه والبعيد ، الحاليَّ منه والمقاليّ ، لاكتشف أنها كذبة كبرى دعوى أنها عقوبة لليهود والنصارى بسبب رفضهم اعتناق الإسلام ، ولاكتشف أن المقصود بآية الجزية هذه إنما هم الناقضون عهدهم المحاربون للمسلمين بسبب النقض والمحاربة لا بسبب رفض اعتناق دين الإسلام .
    4 ـ ولو تدبر عارف بأصول علم الحديث النبوي الشريف رواية ودراية سندا ومتنا جرحا وتعديلا مصطلحا وشروط صحة غيرُ مقلد غيره لاكتشف أن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام لم يقل ( من بدل دينه فاقتلوه ) ولم يقل ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) ولم يقل (لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ) ولم يقل (كل مصر مصره المسلمون لا يبنى فيه بيعة ولا كنيسة ولا يضرب فيه بناقوس ولا يباع فيه لحم خنزير) ولم يقل ( لا يقتل مسلم بغير مسلم ) ولم يقل (إن النساء ناقصات عقل ودين) ولم يقل (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) إلى آخر تلك النصوص التي تنتهك المساواة وحرية الاعتقاد وتفرق بين المواطنين بسبب الدين ، وأنه لم يأذن لكل من هب ودب أن يغير بيده كل منكر أو أن يأمر بكل معروف وينهى عن كل منكر ، وأن أيا من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي لم يقل قولا ولم يفعل فعلا يتناقض مع مبدأ المساواة وحرية الاعتقاد ، وأن عمر بريء من الوثيقة المفتراة عليه والمسماة زورا بالعهدة أو الوثيقة العمرية ، وأنما هم بنو أمية والعباس صاغوا أباطيل تخدم أهواءهم العنصرية وجعلوها إسلاما وحملوا الناس عليها ، ثم ورثها مَن بعدهم فخروا عليها صما وعميانا حتى اليوم .
    5 ـ يا علماء الإسلام نزهوا شريعة الإسلام مما دس فيها ، فإنكم إن فعلتم فلن يحتكم مسلم إلا إليها ، ولن يفضل منصف غير مسلم أي قانون عليها ؛ لأنها الباقي المصون دون ما سواه من عند الخالق الأعلم بما يصلح المخلوقين . نزهوها بحسن الفهم عن الله ، وحسن التثبت مما ينسب إلى رسول الله ، وبالتحرر من التقليد الأعمى لمن سبق .
    الخلاصة : أن الإباحة أصل ، ولا يجوز تحريم مباح بناء على إسناد خبر فيه راو لم يوثقه معاصران له ولم يوثقه إلا من ولدوا بعد وفاته؛ لقوله تعالى : (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ[البقرة282])(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ[الإسراء36]) أما الخبر في غير الحلال والحرام يرويه فذ لم يوثق إلا بالسبر فأمره على السعة قبولا له أو توقفا فيه ؛ لقوله تعالى : (مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء [البقرة282]) فمن قبله فلأنه رضي شهداءه وهو حق كفله القرآن، ومن توقف فيه فلأنه لم يرضهم وهو حق كفله القرآن أيضا.
    زاده تحريرا ظهر 28/11/2014 بالقاهرة حائزا لبراهينه مفصلة لمن يطلبها ولمزيد بيان على منتداه www . al7k . forumegypt . net منتدى متولي إبراهيم صالح على الشبكة العنكبوتية [جوجل] هاتف 01227972399 أزهري حصل من جامعة الأزهر على ليسانس الشريعة والقانون وليسانس اللغة العربية وبكالوريوس الهندسة ودرس علوم القرآن الكريم والقراءات القرآنية في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وتتلمذ في علوم الحديث النبوي الشريف على يدي شيخ السلفيين في العالم كله اليومَ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى ، ولا يقلد أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا دليل ، لا سيبويهِ في النحو ولا الشافعيَّ في الفقه ولا البخاريَّ في التصحيح أو التضعيف ، ولا يعبد من دون الله آلهة أخرى ، لا التوثيق المطلق بالسبر الجزئي بلا دليل ، ولا عنعنات بعض المدلسين في كل الكتب بلا دليل ، ولا عنعنات كل المدلسين في بعض الكتب بلا دليل ، تلك الآلهة التي من خلالها ألصق بالإسلام ما ليس منه ، فانصد الناس ولا يزالون حتى اليومِ منصدين عنه خائفين منه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 1:33 am