منتدى متولي إبراهيم صالح

مرحبا بكم في البحث عن الحقيقة مع منتدى متولي إبراهيم صالح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى متولي إبراهيم صالح

مرحبا بكم في البحث عن الحقيقة مع منتدى متولي إبراهيم صالح

منتدى متولي إبراهيم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى متولي إبراهيم صالح

بحوث في الدين والسياسة


    الظالم غاشم والمظلوم عاجز فما الحل

    متولي إبراهيم
    متولي إبراهيم
    رئيس الصفحة
    رئيس الصفحة


    المساهمات : 108
    تاريخ التسجيل : 05/10/2011

    الظالم غاشم والمظلوم عاجز فما الحل Empty الظالم غاشم والمظلوم عاجز فما الحل

    مُساهمة من طرف متولي إبراهيم الأحد ديسمبر 18, 2011 2:06 am

    الظالم والمظلوم والحل مقال حررته قبل الثورة بأيام وأنا في أسوإ حال نفسية كما يلي
    الظالم غاشم والمظلوم عاجز فما الحل
    الناس منقسمون بين مظلومين وظالمين ، بين مظلومين ظالمين ومظلومين غير ظالمين وظالمين غير مظلومين بين مظلومين ظالمين قد ظلموا غيرهم وظلمهم غيرهم ومظلومين ظالمين قد ظلموا أنفسهم ولم يظلمهم غيرهم ومظلومين غير ظالمين قد ظلمهم غيرهم ولم يظلموا غيرهم .
    1 ـ ومن الظلم ظلم فرد أو أفراد لفرد كظلم قابيل لأخيه هابيل وظلم إخوة يوسف ليوسف .
    2 ـ ومنه ظلم نظام لشعبه كظلم أكثر النظم في بلاد المسلمين لشعوبهم .
    3 ـ ومنه ظلم نظام لشعب آخر أو لشعوب أخرى غير شعبه كظلم النظام الأمريكي لشعوب العراق وأفغانستان وفلسطين .
    4 ـ ومنه ظلم نظام لشعبه ولشعوب أخرى كظلم نظام الأمويين والعباسيين قديما للشعب العربي ولشعوب أخرى غير عربية استبيحت شرقا وغربا باسم الدعوة إلى الإسلام .
    5 ـ ومنه ظلم شعب لشعب آخر كظلم الشعب اليهودي للشعب الفلسطيني مع استثناء اليهود الذين لا يحتلون فلسطين ولا يدعمون المحتلين .
    ومقصود هذه الدراسة البحث عن وسيلة أو وسائل بديلة ، بدلا من منظومات الحلول التي ثبت فشلها الواحد تلو الآخر ؛ لقيامها على إرادة المغالبة واستيفاء كل الحقوق .
    وعندنا في القرآن نحن المسلمين حلول تنحو نحو توفير أسباب القبول ، بقيامها على مبدإ الصلح الذي قد يتضمن عفو أحد الطرفين عن بعض حقه .
    والعفو ليس دوما تنازلا عن الحق رضاء ، بل وقد يكون بترك الحق عجزا إذا كان من الضعيف المظلوم للقوي الظالم ، وليس العفو دوما تركا مطلقا بل وقد يكون إلى أن يصير الضعيف قويا والقوي ضعيفا في الحياة الدنيا أو بين يدي الله يوم القيامة .
    الحلول المطروحة فشلت لقيامها على إرادة المغالبة واستيفاء كل الحقوق ، وليس كل ظالم مستعدا لأن ينتصف منه طوعا ، فكل الظالمين إلا من رحم الله لا يردون المظالم إلا قهرا : بأن ينتصر قوي موفور لضعيف مقهور كما انتصر المسلمون قديما لأقباط مصر وأمريكا وأوروبا حديثا لمسلمي البوسنة والهرسك وإن متأخرا وبعد فوات الأوان ، أو بأن يقوى الضعيف المقهور فينتصف لنفسه ممن ظلمه .
    ولكن الظالم المصر على ظلمه حريص على أن يبقى أقوى كي لا يتمكن المظلوم من قهره والانتصاف منه يوما ، وكلما حاول المظلوم حيازة أسباب القوة بادر الظالم إلى إجهاضها فيبقى الصراع محتدما ويزداد الظلم تفاقما .
    وما رواه لنا التاريخ من حالات انتصر فيها المظلوم بنفسه لنفسه من ظالمه قهرا حالات نادرة لا يقاس عليها ولا يحسن أن يحتذى بها ، لأن كل من انتصفوا فيها لأنفسهم بأنفسهم قد دفعوا ثمنا أكبر مما كان يمكن أن يدفعوه لو أنهم عفوا عن بعض حقهم ؛ لأنهم لم ينتصفوا إلا عبر صراعات مريرة خلفت خسائر فادحة لدى كل طرف .
    لست ألوم من يأبى الدنية من أولي العزم ولو ماتوا في سبيل استيفاء حقوقهم كاملة غير منقوصة وإنما أقارن بين الحسن والأحسن وأفكر مع من يفكرون في حل لأكثرين عاجزين ليست عندهم همم أولي العزم وليس هناك أهل نجدة أقوياء ينتصفون لهم ، حل لا يعتمد الصراع سبيلا إلى استيفاء الحقوق أو لا يعتمد الصراع الذي يفسد أكثر مما يصلح ويضيع أكثر مما يسترد ، حل يبقي طوعا للظالم بعض ما اغتصب مقابل رده طوعا سائر ما اغتصب ويعيد للمظلوم ما رده الظالم طوعا مقابل عفوه عن الباقي طوعا ، أو يبقي طوعا للظالم كل ما اغتصب مقابل كفه طوعا عن مزيد الظلم والغصب ويقي المظلوم مزيد الظلم والغصب مقابل عفوه طوعا عما اغتصب .
    وكي يتحقق هذا الحل لا بد من رضا الطرفين به أو التسليم إن شق الرضا ، وكي يرضيا أو يسلما بهذا الحل لا بد أن يوفر لكل طرف من المصلحة ما يكفي لإقناعه بأنه خير له مما سواه أو أهون شرا مما سواه .
    الظالم مريض يحتاج إلى علاج لأن الظلم مرض أخلاقي ، والمظلوم العاجز المصر على الانتقام مريض أيضا ويحتاج إلى علاج أيضا لأن ما سيفسده انتقامه مجددا أكبر مما سيصلحه وما سيخسره مجددا أكبر مما سيسترده مما سلف اغتصابه منه .
    فما هو هذا الحل ؟
    لنضع أنفسنا مكان الظالمين تارة ومكان المظلومين تارة أخرى ، ولنسأل أنفسنا ظالمين تارة ومظلومين تارة أخرى ؛ لعلنا نهتدي إلى حل يبدو خيرا مما سواه أو أهون شرا مما سواه وإلى وسيلة تحببه إليهما وتزينه في قلبيهما ، تحبب إليهما وتزين في قلبيهما الرضا به أو التسليم إن شق الرضا .
    إني لمنشغل بهذا الأمر منذ نحو ستة أشهر ، يحدوني إليه ويحملني عليه ما يلوح في ثنايا القرآن الكريم من معالم وإشارات ، تنصره وتحدو إليه ، وتؤثره وتبعث عليه .
    ولا شك أن كثيرين غيري لا بد أنهم منشغلون بذلك كذلك .
    فهل سننجح في إحداث اختراق لمنظومات الحلول يحقق حلما كهذا الحلم بحل كهذا الحل ؟
    لا أدري ! . ولكني سأظل أحلم بهذا الحلم متطلعا إلى رؤياه واقعا يوما ما ، معذرة إلى الله ، ولعله يقع برحمة من الله .
    البيئة الإنسانية محبطة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا داخليا وخارجيا وطنيا وإقليميا وعالميا وإذ لا أمل في حلول قريبة يقطف ثمارها جيلنا ، فليكن أملنا ألا يرث أولادنا بعدنا غدا ما نحن فيه اليوم فهم إلى أن نورثهم حرية وأمنا وكرامة إنسانية أحوج منهم إلى أن نورثهم أموالا وبيوتا وأرضين .
    فليقصر فريق من المصلحين جهودهم على إعادة تأهيل البيئة الإنسانية بتأهيل الظالمين والمظلومين إن أمكن أو على الأقل بوقاية الأجيال الناشئة من الأمراض التي نشأ عنها البيئة التي نحياها وورثناها عن آبائنا أمراض الظلم الناشئ عن إسار الشهوة والأنانية والجهل القسيم للعلم والحلم معا .
    الناس منهم من لا يعتني إلا بأمر نفسه وهؤلاء كثير ، ومنهم من يحصر عنايته بنفسه وخاصته فحسب وهؤلاء أقل ، وأقل منهم من تسع عنايته بعض من حوله أو من بعده من عصبته أو بيئته لكن الأقلين الأقلين من يعنيهم البعدان معا الزماني والمكاني ، فهم يجاهدون لأجل الناس كلهم ، بامتداد المكان كله حولهم قطراً بعد قطر ، وامتداد الزمان كله بعدهم جيلاً بعد جيلاً . فهؤلاء يزرعون الأشجار العظيمة وهم يدركون أنهم سيموتون قبل أن يستظلوا بظلها ويطعموا ثمارها ، فيا هؤلاء الأقلون في الناس عددا الأدنون في الدنيا حظا الأعظمون عند الله يوم القيامة أجراً أنتم مني وأنا منكم .
    حرره في 30/12/2010 متولي إبراهيم متولي صالح عفا الله عنه .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:25 am