منتدى متولي إبراهيم صالح

مرحبا بكم في البحث عن الحقيقة مع منتدى متولي إبراهيم صالح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى متولي إبراهيم صالح

مرحبا بكم في البحث عن الحقيقة مع منتدى متولي إبراهيم صالح

منتدى متولي إبراهيم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى متولي إبراهيم صالح

بحوث في الدين والسياسة


    منهجي في فهم القرآن13ـ11ـ2011

    متولي إبراهيم
    متولي إبراهيم
    رئيس الصفحة
    رئيس الصفحة


    المساهمات : 108
    تاريخ التسجيل : 05/10/2011

    منهجي في فهم القرآن13ـ11ـ2011 Empty منهجي في فهم القرآن13ـ11ـ2011

    مُساهمة من طرف متولي إبراهيم الخميس نوفمبر 17, 2011 3:55 pm

    الفصل الحادي عشر : منهجي في فهم القرآن
    إنها لحقيقة غائبة عن جماهير المسلمين ، ما أشبهها بالسهل الممتنع ، أن هذه اللغة العربية التي ننطقها وفي ظل رقابة سياقات القرآن عليها ، وهيمنة دلالات هذه السياقات على دلالات ما سواها ، هذه اللغة وتحت هذا الشرط أقوى دلالة في فهم معاني القرآن ، من دلالة أي خبر آحاد منسوب إلى النبي صلعم ، أو إلى الصحابة أو التابعين ، أو تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أولا : وسيلتي في فهم القرآن هي لسانه
    أ ـ حيث إن القرآن لم ينزل بأي لسان وإنما بلسان عربي ، ولم ينزل بأي لسان عربي وإنما بلسان عربي مبين ؛ لقوله عز وجل : (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) : (الشعراء : 192 / 195) ، ولم ينزل بأي لسان عربي مبين وإنما بلسان محمد صلعم لقوله سبحانه وتعالى : (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ) : (مريم : 97) ، فإن وسيلتي هي فهمه بلسان محمد ، @ولسان محمد واحد صلعم ، لا يجمع بين ما الحجازية وما التميمية معا ، ولا ينصب المثنى بالياء تارة وبالألف تارة .
    ب ـ ومنهجي في فهم القرآن هو الاسترشاد بما يصحَّح عن النبي صلعم من تأويل القرآن ، والاستئناس بما يصحَّح عن الصحابة والتابعين وتابعيهم ، بل وبكل ما ينسب إليهم مطلقا ، وبكل ما تحويه معاجم اللغة من بيان لمعاني الألفاظ ، وما تحويه قواعد النحو من إعراب وأوجه سياق وتركيب ، فأسترشد وأستأنس بكل ذلك في فهم القرآن .
    ج ـ ولكن بشرط ألا يؤدي ذلك إلى ما يخالف سياقات القرآن .
    1 ـ فإن أدى إلى ما يخالفها رددته ، حتى وإن كان خبرا في صحيح البخاري ، أو نحوا في كتاب سيبويه ، أو معنى في صحاح الجوهري ، وأقول حينئذ : أصاب السياق القرآني ، وأخطأ البخاري وسيبويهِ والجوهري .
    2 ـ وكذلك أرد كل ما يؤدي إلى مخالفة يقينيات العقل ، أو إبطال وظيفة اللغة ، أو نسبة العبث إليها ، فلا أعتقد زيادة لفظ في القرآن بلا معنى ، ولا زيادة أو حذفا في القرآن يبطل وظيفة اللغة ، ووظيفة اللغة البيان ، فأنا أرد كل دعوى زيادة أو حذف في القرآن ، تسلب من اللغة وظيفة البيان ، وتلحق بها تهمة الإلباس .
    ـ فلا أقبل في قوله تعالى : (تالله تفتّأ) قول القائلين : " إن معناها : (تالله لا تفتأ) " ولا في قوله عز وجل : (لا أقسم) قول القائلين : " إن : (لا) ها هنا معناها النفي وإنها هنا زائدة " ولا في قوله عز وجل : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) : (الأنبياء : 105) ، قول القائلين بأن المعنى : (من قبل الذكر)
    إذ ماذا يتبقى من ثقة في وظيفة اللغة ، إذا نحن نطقنا الشيء وعنينا به ضده ، فنطقنا النفي وعنينا به الإثبات ، أو نطقنا الإثبات وعنينا به النفي ؟ ، فنطقنا لفظ نعم وعنينا به معنى لا ، ونطقنا لفظ لا وعنينا به معنى نعم .
    ثانيا : تحكيم ضوابط الثقة في ميراثنا اللغوي
    أ ـ لقد نزل القرآن على سمع محمد لفظا ، ثم مر هذا اللفظ من سمعه إلى قلبه صلعم فصار معنى ، وتحوله من لفظ في سمعه إلى معنى في قلبه عملية ترجمة داخلية لألفاظه إلى معانيها ، وهي جهد بشري خالص لا علاقة له بجبريل ، وأصله معرفة سابقة على نزول القرآن ، معرفة بلسان العرب ، بدلالة كل لفظ مفرد على معنى له مفرد ، وبكيفية دلالة كل تركيب لفظي على تركيب له معنوي ، وهذا الجهد البشري يشترك فيه أبو لهب تبت يداه ومحمد صلى عليه الإله في علاه ، وإلا لما قامت للقرآن حجة على أمثال أبي لهب .
    ب ـ إذن فقد نزل القرآن لفظا بفعل جبريل ، ثم تحول ولا يزال يتحول إلى معنى بفعلنا نحن البشر المتلقين ، بدءا من نبينا محمد صلعم وإلى أن يموت كل متحدث بالعربية تال للقرآن .
    ج ـ وإذن فحين أنزل الله القرآن على سمع محمد لفظا فقد احتكم سبحانه إلى معرفتنا بدلالة ألفاظ القرآن المفردة على معانيها المفردة ، وبكيفية دلالة كل تركيب لفظي قرآني على تركيبه المعنوي ، فلزمنا نحن أن نحتكم أيضا في فهمنا للقرآن إلى ما احتكم إليه ربنا سبحانه .
    د ـ فالميراث اللغوي الذي نحياه اليوم ألفاظا على ألسنتنا ومعانيَ في قلوبنا سنة نبوية ؛ إذ نتحدث بنفس ألفاظ نبينا ، ونعني بتلك الألفاظ نفس ما كان يعنيه صلعم بها ، ونفهم القرآن بتلك الوسيلة كما كان يفهمه ، فلغتنا سبيلنا ووسلتنا للوصول إلى معاني القرآن التي وصل إليها النبي صلعم قبلنا ؛ لأنها نفس اللغة ، نفس لغة النبي بألفاظها ومعانيها ، وكيفيات تراكيبها ، وكيفيات دلالات ألفاظها وتراكيبها على معانيها . وهذا الميراث اللغوي الذي نحياه اليوم ألفاظا على ألسنتنا ومعانيَ في قلوبنا سنة نبوية ، أقوى ثبوتا عن النبي صلعم من أي خبر آحاد منسوب إليه صلعم ؛ لأنه منقول إلينا بتواتر يسع كل متحدث بالعربية وفي حراسة سياقات الكلام المحروسة من العرب حراسة ناشئة عن اضطرارهم إلى استعمال اللغة استعمالا صادقا يصون مصالحهم من الضياع وشئونهم من الفساد ، فلو اتفق عربيان على بيع مسمى ناقة بمائة ألف قبضها البائع مقدما على أن يسلم للمشتري مسمى الناقة في اليوم التالي ، فجاء البائع في اليوم التالي بشيء في قبضته وتله في يد المشتري قائلا هذا هو مسمى الناقة فإن المشتري سيدافع عن حقه المعرض للضياع نتيجة محاولة البائع إفساد اللغة بإطلاق اسم الناقة على مسمى البيضة وفي سبيل دفاعه عن حقه قد يضطر إلى مقاتلته .
    هـ ـ قد يقال فما تقول في : (قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ [البقرة97]) : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ [الشعراء193/194]) والجواب أن جبريل إنما أودع اللفظ في سمع محمد ، فقامت إدارة محمد الداخلية في المنطقة بين سمعه وقلبه بإيصال الوحي من سمعه إلى قلبه دون أي تدخل من جبريل ، وخلال نقلها الوحي من سمعه لفظا ترجمته في الطريق ، فوصل إلى قلبه معنى ، وإنما قيل نزل جبريل بالقرآن على قلب محمد باعتبار أنه تسبب في ذلك حين أودعه في سمعه ، كما أدعي أني أرسلت رسالة إلى فلان ، وأنا إنما أودعتها في إدارة البريد التي قامت هي بإيصالها ، وإنما قلت : أرسلتها أنا باعتباري تسببت في ذلك حين أودعتها في إدارة البريد . ولا ريب أن الله قد راقب النبي وهو يقوم بترجمة ما يتلقاه من ألفاظ إلى معان وعصمه من الخطإ في فهم الوحي وشهد له بسلامة فهمه من الخطإ بقوله (بما أراك الله ) أي بما فهمك الله ، وعلى هذا يمكن توجيه معنى (نزله على قلبك ) أي بتنزيله على سمعك ثم برقابتك وتسديدك في الفهم ونقل الفهم الصواب إلى قلبك .
    و ـ وكي تبقى حجة القرآن حية يلزم أن تبقى معانيه حية ، وكي تبقى معانيه حية يلزم أن تبقى وسيلة التوصل إلى هذه المعاني حية ، ووسيلة التوصل إلى معاني القرآن هي عملية الترجمة داخل الإنسان لألفاظه إلى معانيها ، وإذن فكي تبقى معاني القرآن حية يلزم أن تبقى عملية الترجمة داخل الإنسان لألفاظه إلى معانيها حية ، وكي تبقى عملية الترجمة داخل الإنسان لألفاظ القرآن إلى معانيها حية يلزم بقاء جنس هذا الإنسان العربي حيا بدمه ولحمه ، حية على لسانه ألفاظ هذا القرآن وفي قلبه معانيها ، فحجة القرآن حية ما بقيت أمة العرب حية ، وهو حجة الله على العرب بألفاظه ، وعلى غيرهم بترجمتهم الصادقة لمعاني ألفاظه إلى لغات غيرهم .
    ز ـ يلزمنا إذن أن نفهم القرآن من خلال عملية الترجمة داخلنا لألفاظه إلى معانيها .
    ح ـ سأستجيب فورا لما قفز الآن إلي خاطر القارئ ، وأقول :
    1 ـ لا جرم أن قلوبنا اليوم قد فقدت الكثير من المعاني القرآنية التي كانت في قلوب العرب إبان نزول القرآن ؛ بسبب انتشار العجمة بيننا ، وضعف حرصنا على تمام فقه لغتنا ، وإعراضنا عن ممارسة الفصحى في حياتنا .
    لأجل ذلك نلجأ إلى معاجم اللغة وكتب النحو وكتب التفسير ؛ بحثا عن هذه المعاني المفقودة من قلوبنا .
    2 ـ ولا جرم أيضا أن بعض الألفاظ القرآنية الجارية على ألسنتنا اليوم مفرداتٍ وتراكيبَ لم تعد تنطبق تمام الانطباق على المعاني التي كانت منطبقة عليها في قلوب العرب إبان نزول القرآن ؛ بسبب عوامل فساد ناشئ عن غفلة العرب عن تمام فقه لغتهم ، وعوامل إفساد ناشئ عن إلحاد ملحدين محرفين للكلم عن مواضعه ، بما نسبوه كذبا إلى الألفاظ المفردة من معان مفردة باطلة ، وما نسبوه كذبا إلى التراكيب اللفظية من تراكيب معنوية باطلة ؛ ليفسدوا علينا ترجمتنا الداخلية من أسماعنا إلى قلوبنا لألفاظ القرآن إلى معانيها ، في سياق محاولاتهم إفساد الدين نفسه .
    لأجل ذلك نحتاج دوما إلى بسط رقابة شاملة من القرآن وهيمنة كاملة من سياقاته على كل المعاني المكنونة في قلوبنا أو المسطورة في معاجمنا أو كتب نحونا ، بأن نعرض دوما على سياقات القرآن كل معنى في قلوبنا أو في معاجمنا أو في كتب نحونا للفظ على ألسنتنا مفردا كان أو مركبا ، فإن سبب هذا المعنى تناقضا بين سياقات القرآن دل ذلك على بطلان هذا المعنى ، وعلى ضرورة نبذه ومحاولة إعادة استحياء المعنى الصحيح لهذا اللفظ من جديد ، من خلال استقراء سياقات القرآن .
    ط ـ فإن قيل فماذا عن المنسوب إلى النبي صلعم في تأويل القرآن ؟ فالجواب كما يلي :
    1 ـ إن ما نسب إلى النبي صلعم من الأباطيل في الدين كثير كثير ، وهو بريء منه ، وعلى كثرة ما نسب إليه في الدين من أباطيل ـ بأبي هو وأمي ـ فإن ما نسب إليه يا للمفارقة في تأويل القرآن نادر ندرة الكبريت الأحمر ، ويدل على ذلك كتاب جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ، وهو موسوعة ضمنها الطبري كل ما طالته يده من كتب سابقة في تأويل القرآن ، بأسانيده إلى مؤلفيها ، وقد قام أحد طلبة العلم من تلامذة الشيخ مصطفى العدوي بجمع المواضع التي نُسِب فيها التأويل إلى النبي في هذا الكتاب الموسوعي فوجدها نادرة .
    ففي مقدمة تحقيق هذا الطالب لهذه النوادر في كتابه المسمى ( الصحيح المسند من تفسير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) ص 5 قال الشيخ مصطفى العدوي : ( الآيات التي فسرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله قليلة محصورة ، ولأن الآيات التي فسرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم آيات معدودة فقد جاء هذا الكتاب صغيرا في حجمه )
    ومن تدبر ما صح من تفسير لهذه النوادر وجده لا يخرج عما يفهمه منها كل عالم بالعربية فرجع الأمر إلى العربية .
    2 ـ ثم إن ما صحح مما نسب إلى النبي صلعم منصوصا على أنه من تأويل القرآن لا يوثق في تصحيحه ؛ لأن البخاري ومسلما نفسيهما كانا متساهلين في نقد أسانيد المتون المتعلقة بتأويل القرآن .
    3 ـ هذه شهادة شهد بها خبيران ، قضيا جل العمر ، في أعماق أصول مصطلح الحديث ، وبحار علوم الجرح والتعديل ، وبعد تحقيقهما تهذيبَ الكمال ، أعظمَ موسوعة في علم الرجال .
    قال شعيب الأرنؤوط وبشار معروف في تحرير تقريب التهذيب 1/29 في شأن البخاري ومسلم : (نستخلص مما تقدم ومما عرفناه بالاستقراء ، أنهما انتقيا من رواية بعض المتكلم فيهم أحاديث يعلمان أنهم قد حفظوها ، وهي غالبا في غير الحلال والحرام ، كالتفسير) اهـ ما قالاه .
    4 ـ إن في جامع البخاري أخبارا ، منها خبر في كتاب التفسير به ، لو صدقناه والعياذ بالله لكذبنا القرآن ! .
    ففي جامع البخاري [04944] حدثنا عمر حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم فقال أيكم يقرأ علىَّ قراءة عبد الله قال كلنا قال فأيكم أحفظ فأشار إلى علقمة قال كيف سمعته يقرأ : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) قال علقمة : (والذَّكَرِ وَالْأُنثَى) قال أشهد أني سمعت النبي صلعم يقرأ هكذا وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ : (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى) والله لا أتابعهم .
    قال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لجامع ابن حبان 14/238 ما تفاصيله ما يلي :
    قد رد أبو بكر الأنباري فيما نقله عنه القرطبي 20/81 قراءة ابن مسعود هذه : (والذَّكَرِ وَالْأُنثَى) بأن حمزة وعاصما يرويان عن عبد الله بن مسعود ما عليه إجماع المسلمين ، والبناء على سند يوافق الإجماع أولى من الأخذ بواحد يخالف الإجماع والأمة ، وما يبنى على رواية واحد ، إذا حاذاه رواية جماعة تخالفه ، أخذ برواية الجماعة وأبطل نقل الواحد ، لما يجوز عليه من النسيان والإغفال .
    ولو صح الحديث عن أبي الدرداء ، وكان إسناده مقبولا معروفا ، ثم كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة يخالفونه ، لكان الحكم العمل بما روته الجماعة ورفض ما يحكيه الواحد المنفرد الذي يسرع إليه من النسيان ، ما لا يسرع إلى الجماعة وجميع أهل الملة .
    وقال أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن ص1942 بعد أن أورد حديث أبي الدرداء هذا : هذا مما لا يلتفت إليه بشر ، إنما المعوَّل على ما في المصحف ، فلا تجوز مخالفته لأحد .
    وقال أبو حيان في البحر المحيط 8/483 : وما ثبت في الحديث من قراءة : (والذَّكَر وَالْأُنثَى) مخالف للسواد ، فلا يعد قرآنا .
    وقال الحافظ في الفتح 8/578 : وهذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر هنا ، ومن عداهم قرأوا : (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى) وعليها استقر الأمر ، مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه .
    والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وابن مسعود وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة . ثم لم يقرأ بها أحد منهم ، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا . انتهت الشواهد المنقولة هنا .
    قلت قديما : التقطت هذا الخبر من نحو ستين طريقا بالمكرر في ستة عشر من أمهات الكتب الحديثية ، فوجدته في كل هذه المواضع يدور على طريقين :
    أحدهما : عن سليمان بن مهران الأعمش ، عن إبراهيم بن يزيد النخعي ، عن علقمة .
    والآخر : عن قتادة بن دعامـة السدوسي ، عن إبراهيم بن يزيد النخعي ، عن علقمة .
    وكل من الأعمش وقتادة وإبراهيم مدلس ، ولم يصرح أي منهم ، بأي سماع ، في أي موضع من هذه المواضع .
    ولو كان البخاري قد طبق على هذا الخبر ، القاعدة الحقة ، التي قررها الشافعي@ وحررها الخطيب ، فيمن عرفناه دلس مرة ، لما تورط في تصحيح هذا الخبر .
    قال شعيب الأرنؤوط وبشار معروف في تحرير تقريب التهذيب 1/29 في شأن البخاري ومسلم : (نستخلص مما تقدم ومما عرفناه بالاستقراء ، أنهما انتقيا من رواية بعض المتكلم فيهم أحاديث يعلمان أنهم قد حفظوها ، وهي غالبا في غير الحلال والحرام ، كالتفسير) اهـ ما قالاه .
    قلت : فكيف علم البخاري ومسلم أن هؤلاء المتكلم فيهم [أي المجروحين] قد حفظوا هذه الروايات في التفسير ؟! . وكيف عرف شعيب وبشار أنهما علما أنهم حفظوها ؟! . أين البرهان الذي دلهما على أنهما علما أنهم حفظوها ؟! . ويا ليت شعري أي شيء أحق بالتحرير والاحتياط من أسانيد تأويل القرآن ؟! . وإذا كان التساهل شأن البخاري ومسلم مع القرآن وتأويله ، فكيف من دونهما ؟! . فكيف هما ومن دونهما مع ما دون القرآن ؟ ! .
    كان هذا قبل اعتقالي في مصر في 28/5/2003م .
    أما بعده فقد وجدت في 2/5/2009 لخبر الذكر والأنثى طرقا أخرى هي :
    ـ مُغيرة بن مِقْسم الضّبيّ عن إبراهيم النخعي عن علقمة : ( .
    ـ وداود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة ( )
    ـ وسفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن علقمة ( )
    ـ وحاتم بن وَرْدان قال حدثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة ( )
    ـ وعيسى بن قرطاس عن إبراهيم عن علقمة ( )
    وعيسى بن قرطاس متروك الحديث ليس بثقة كما في الكامل في الضعفاء لابن عدي[01397] .
    وحاتم بن وردان مجهول جهالة عين لم أجد له ذكرا .
    وكل من مغيرة وداود وسفيان ومنصور وإبراهيم والشعبي مدلس ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ، ولم يصرح أي منهم ، بأي سماع ، في أي موضع من هذه المواضع .
    إنما هي مواضع أربعة :
    منها موضع واحد ( ) شذ فيه أبو داود الطيالسي وخالف من هم أكثر وأوثق منه فجعل إبراهيم النخعي مصرحا بالسماع ، لو صح إسناده إلى إبراهيم ولكنه لا يصح أصلا إلى إبراهيم ؛ ففيه المغيرة بن مقسم الضبي ، وهو مدلس معنعن .
    ومنها مواضع ثلاثة ( ) في أحدها حفص بن عمر الحوضي وفي الثاني محمد بن جعفر وفي الثالث هشام بن عبد الملك ، ثلاثتهم جعلوا المغيرة مصرحا بالسماع شاذين عمن جعلوه معنعنا وهم أكثر وأوثق ، وحتى لو صح جعله مصرحا بالسماع من إبراهيم ، فإبراهيم في المواضع الثلاثة مدلس معنعن .
    5 ـ إن ما كان يعلمه النبي من تأويل للقرآن هو ما كان الصحابة يعلمونه ؛ وذلك لأن الألفاظ التي كانت تجري على لسانه هي ذات الألفاظ التي كانت تجري على ألسنتهم ، والمعاني التي كانت مستقرة في قلبه هي ذات المعاني التي كانت مستقرة في قلوبهم ، ودلالة ما ينطقه لسانه على ما يعيه قلبه هي ذات دلالة ما تنطقه ألسنتهم على ما تعيه قلوبهم ، وكما كان القرآن ينزل على سمعه لفظا كان ينزل على أسماعهم ، وكما كان يمر هذا اللفظ من سمعه إلى قلبه صلعم ليصير معنى كان يمر من أسماعهم إلى قلوبهم ، وبالتالي كما كانت تتم عملية الترجمة داخله لألفاظه إلى معانيها كانت تتم عملية الترجمة داخلهم لذات الألفاظ إلى ذات معانيها ، وبالتالي لم يكن هناك ما يمنعهم من أن تنتج عملية الترجمة الداخلية في صدورهم من معنى ما تنتجته عملية الترجمة الداخلية في صدره صلعم من معنى ، إلا أن يكون مما قال الله فيه : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء83]) وهو نادر ، وقد نصت الآية على أن العلم به مشترك بين النبي وبين غيره وليس مقصورا على النبي وحده .
    6 ـ إن ما كان يعلمه النبي من تأويل للقرآن هو ما كان أبو لهب سيعلمه لو تدبر القرآن ؛ وذلك لأن الألفاظ التي كانت تجري على لسانه هي ذات الألفاظ التي كانت تجري على لسانه ، والمعاني التي كانت مستقرة في قلبه هي ذات المعاني التي كانت مستقرة في قلبه ، ودلالة ما ينطقه لسانه على ما يعيه قلبه هي ذات دلالة ما ينطقه لسانه على ما يعيه قلبه ، وكما كان القرآن ينزل على سمعه صلعم لفظا كان ينزل على سمعه ، وكما كان يمر هذا اللفظ من سمعه إلى قلبه صلعم ليصير معنى كان يمكن أن يمر من سمعه إلى قلبه لو تدبر ، وبالتالي كما كانت تتم عملية الترجمة في صدره صلعم لألفاظه إلى معانيها كانت ستتم عملية الترجمة في صدره لذات الألفاظ إلى ذات معانيها لو تدبر ، وبالتالي لم يكن هناك ما يمنع أبا لهب لو تدبر من أن تنتج عملية الترجمة الداخلية في صدره من معنى ما تنتجته عملية الترجمة الداخلية في صدر النبي صلعم من معنى ، إلا أن يكون مما قال الله فيه : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء83]) وهو نادر ، وقد نصت الآية على أن العلم به مشترك بين النبي وبين غيره ، وليس مقصورا على النبي وحده . إن خصومة أبي لهب للنبي نشأت عن إعراضه عن تدبر آيات القرآن حق التدبر ، لا عن استعجامه دلالة ألفاظ القرآن على معانيها .
    7 ـ لقد كانت حياة النبي صلعم كلها تأويلا للقرآن ، تطبيقا عمليا لنصوص القرآن ؛ ولكن لا هو صلعم ولا الصحابة رضعنهم احتاجوا أن يقولوا : فعله كذا هو تأويل لمعنى الآية كذا وفعله كذا هو تأويل لمعنى الآية كذا ؛ لعدم حاجتهم إلى ذكر ذلك ؛ لشدة وضوحه ، ومما يدل على كفاية دلالة اللغة على معاني القرآن أننا مأمورون باتباع القرآن وأن التراث الذي بين أيدينا ليس فيه تفسير نبوي قولي لنصوص القرآن ، فهل نقول بأن الله يأمرنا باتباع القرآن وفق تفسير نبيه لا وفق دلالة لغته بينما يحرمنا من حفظ تفسير نبيه فيكون أمره لنا باتباع القرآن عبثا ولعبا ؟ أم نقول بأن النبي قد فسر ولكن ضاع التفسير وبالتالي ضاع القرآن وتعطل أمر ربنا لنا باتباعه ؟ أم نستسلم لحقيقة أن الله أمرنا باتباع القرآن وأحالنا إلى لغته طريقا ووسيلة تبلغنا معانيه كي نتبعه ؟ سؤال يحتاج إلى جواب أولى الألباب والنهى الحريصين على تنزيه القرآن عن التعطيل وتنزيه الرحمن عن العبث ! .
    ي ـ وأما ما ينسب من تأويل القرآن إلى الصحابة والتابعين وسائر العلماء سلفا وخلفا ، فهو أصل زادي الذي منه أنهل ، وعنه أصدر ، وعليه أبني ، إلى أن أعرضه كلما استطعت على سياقات القرآن ، فما انسجمت معه تمسكت به ، وما تناقضت به نبذته ، واتبعت ما هو أهدى منه ، من خلال استقراء سياقات القرآن من جديد .
    حقا إنها لحقيقة غائبة عن جماهير المسلمين ، ما أشبهها بالسهل الممتنع ، أن اللغة العربية التي ننطقها في ظل رقابة سياقات القرآن عليها ، وهيمنة دلالات تلك السياقات على دلالات ما سواها ، هذه اللغة وتحت هذا الشرط أقوى دلالة في فهم معاني القرآن ، من دلالة أي خبر آحاد منسوب إلى النبي صلعم ، أو إلى الصحابة أو التابعين ، أو تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .

    ___________________________________________________________________________________ ( ) في جامع ابن حبان[07127] والبخاري[03742] و[03743] و[03761] و[06278] وسنن النسائي الكبرى[11676] ومسند أبي عوانة[03961] و[03964] وأحمد[27538] وتفسير الطبري[28934/2] .
    ( ) في جامع مسلم [00824/03] وسنن النسائي الكبرى [11677] ومسند أبي عوانة [03965] و[03966] وأحمد [27535] ومعجم الطبراني الأوسط [06102] وتاريخ بغداد للخطيب}[07346] وتفسير الطبري[28932/3] و[28932/4] .
    ( ) في تاريخ بغداد للخطيب[00550] .
    ( ) في تفسير الطبري[28932/2] .
    ( ) في الكامل في الضعفاء لابن عدي[01397] .
    ( ) مغيرة بن مقسم الضبي مدلس ففي جامع التحصيل للعلائي[00792] كان يدلس وفي طبقات المدلسين لابن حجر[00107] وصفه النسائي بالتدليس وحكاه العجلي عن أبي فضيل وقال أبو داود كان لا يدلس وكأنه أراد ما حكاه العجلي أنه كان يرسل عن إبراهيم فإذا وقف أخبرهم ممن سمعه وفي أسماء المدلسين لابن العجمي[00079] قال ابن فضيل كان يدلس .
    ( ) داود بن أبي هند واسمه دينار بن عذافر مدلس رأى أنس بن مالك وروى عنه ولم يسمع منه ففي مشاهير علماء الأمصار لابن حبان[01187]روى عن أنس أحاديث ولم يسمع منه شيئا وفي الثقات لابن حبان[07728]روى عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها منه وفي تهذيب الكمال للمزي[01905]رأى أنس بن مالك .
    ( ) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري يدلس ويسوي وقد سمع من صالح مولى التوأمة بعد اختلاطه ، ففي تهذيب الكمال للمزي [03066] صالح بن نبهان مولى التوأمة قال أبو زرعة وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم سمعت يحيى بن معين قال إن مالكاً إنما أدركه بعد أن كبر وخرف وسفيان الثوري إنما أدركه بعد أن خرف فسمع منه سفيان أحاديث منكرات وذلك بعدما خرف وقال أبو أحمد بن عدي من سمع منه بأخرة وهو مختلط مثل مالك والثوري وفي جامع التحصيل للعلائي [00248] سفيان يدلس ولكن ليس بالكثير وفي طبقات المدلسين لابن حجر [00051] وصفه النسائي وغيره بالتدليس وقال البخاري ما أقل تدليسه ، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم [06091] حدثنا عبد الرحمن أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول يدلس وفي الكفاية ط . العلمية ص364 ، قال الخطيب في التسوية : (وكان سليمان الأعمش وسفيان الثوري وبقية بن الوليد يفعلون مثل هذا) وفي نهاية الاغتباط ص180 : (صالح بن نبهان مولى التوأمة ممن سمع منه بعد الاختلاط مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة)
    ( ) {00\منصور بن المعتمر مدلس فقد روى عن عامر الشعبي ولم يسمع منه وقد أدركه ولد منصور قبل سنة 72 ومات سنة 132 ومات عامر سنة 103 وقيل 107 وقيل بينهما وقد جعله شعبة ضمن المدلسين ففي تهذيب الكمال للمزي[07451]روى عن عامر الشعبي قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي عن منصور فقال لا يدلس وقال العجلي كوفي ثقة ثبت في الحديث صام ستين سنة وقامها قال محمد بن سعد وخليفة بن خياط وأبو بكر بن أبي شيبة في آخرين مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة وفي جامع التحصيل للعلائي[00801]قال ابن معين لم يسمع من الشعبي شيئا وفي تهذيب الكمال للمزي[02959]شعبة بن الحجاج روى عن منصور بن المعتمر وفي التعديل والتجريح للباجي[01104]قال أحمد بن علي بن مسلم حدثنا الحسن بن علي (يعني بن محمد الهذلي الخلال أبو علي وقيل أبو محمد الحلواني الريحاني نزيل مكة ) حدثنا أحمد بن الفضل صديق لي ثقة حدثنا معاذ بن معاذ قال سمعت شعبة يقول ما أدركت أحدا إلا يدلس الحديث إلا عمرو بن مرة وابن عون .
    ( ) عامر بن شراحيل الشعبي مدلس فقد روى عن جابر من صحيفة محض وجادة بلا عرض ولا مناولة فقد جالس سليمان اليشكري جابراً فسمع منه وكتب عنه صحيفة فتوفي وبقيت الصحيفة عند امرأته , فروى الشعبي عن جابر من الصحيفة . ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم[05715] سليمان بن قيس اليشكري حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول جالس سليمان اليشكري جابرا فسمع منه وكتب عنه صحيفة فتوفى وبقيت الصحيفة عند امرأته فروى أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي عن جابر وهم قد سمعوا من جابر وأكثره من الصحيفة وكذلك قتادة انتهى . قال المعلمي : (وهذا تدليس) وانظر كتابه الأنوار الكاشفة ط . عالم الكتب : ص 57 أو 38] .
    ( ) في مسند أبي عوانة [03962] .
    ( ) في جامع ابن حبان [06331] ومسند أحمد [27549] وتفسير الطبري [28932] .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:01 am